الشارقة: ضمياء فالح
يحلم جميع الأولاد باحترف كرة القدم، لكن القليل منهم يحول الحلم إلى واقع، ومعظمنا يتقبل الحقيقة لكن القليل يرفض التخلي عن حلمه، وهذا ما حصل مع فرنسي يدعى غريغوري أكيلرو، كاد أن يوقع عقداً مع سسكا صوفيا عملاق بلغاريا الذي كان ينافس في بطولة دوري أبطال أوروبا حينها، بعد تزوير سيرته الذاتية.
وفي التفاصيل، قام أكيلرو (40 عاماً الآن) بصنع سيرة ذاتية مزورة تظهره كلاعب وسط مميز، ثم تحول لوكيل أعمال يمثل بعض الأسماء الرنانة في كرة القدم، من ضمنهم نجم ريال مدريد الجديد أوريليان تشواميني.
بدأت قصة أكيلرو بهوسه باللعبة، وحلمه بأن يصبح زين الدين زيدان المستقبل، وكان يتمرن كل يوم على أمل أن يلعب في فريقه المفضل باريس سان جيرمان، لكن أكيلرو كان فاشلاً في اللعبة لدرجة أن والده منعه من لعب الكرة، وقال له في سن ال10:«أنت لاعب كرة سيئ جداً، لا أريدك أن تلعب الكرة بعد اليوم».
صدم الفتى الذي كان لعب الكرة أفضل جزء من أسبوعه، ولم يتقبل نصيحة والده، وأدار ظهره لعائلته الثرية ليلاحق حلمه.
بدأ أكيلرو العمل في مطعم ماكدونالدز في سن ال16، وأدرك أن بمقدوره شق طريقه لكرة القدم من خلال تزوير سيرته الذاتية، ونسخ معلومات من سيرة الأسطورة البرازيلي رونالدو نازاريو، الذي كان أفضل لاعب في العالم حينها. قام أكيلرو أيضاً بتحوير مقال في صحيفة كانت تتحدث عن انتقال نيكولا أنيلكا لريال مدريد عندما انضم المهاجم للنادي الملكي في 1999.
مساعي أكيلرو توجت بالنجاح وحصل على فرصة تمثيل فريق سان جيرمان للهواة المنافس بالدرجة ال15 في الدوري الفرنسي. وسمحت له هذه الفرصة بالتقاط صورة مع قميص النادي الباريسي في ملعب حديقة الأمراء ليعزز سيرته الذاتية.
بعد ذلك، بدأ أكيلرو يراسل الأندية من أجل الحصول على تجربة أداء، وتظاهر بأنه مهاجم على أمل أن يلتهم أحد الطعم.
تشيلسي وأرسنال رفضا عرضه رغم أن مكتب المدرب أرسين فينغر رد عليه برسالة ورد فيها: «نحن عادة يجب أن نشاهد اللاعب وهو يلعب في فريقه، أو بشريط فيديو قبل أن نوجه له دعوة كي نتأكد من مهاراته، وموافقتها للعب في بطولة مثل البريميرليغ، نتمنى لك التوفيق في طموحاتك المهنية».
شعر أكيلرو بالسعادة لتلقي رسالة أرسنال ووضعها في إطار وقال: «فينغر قرأ رسالتي وردّ علي، منحني هذا أملاً أكبر لأن أرسنال واحد من أكبر الأندية في إنجلترا. واثق بأن أندية في الدرجة الثانية أو الرابعة سترد على رسائلي».
خضع أكيلرو لتجارب أداء في نورويتش وبورنموث وسويندن ودندي يونايتد وسيدني ونيويورك ريد بولز، وحصل على فرصة اللعب بجوار أسطورة توتنهام دارين أندرتون عندما كان لاعباً في نورويتش. وخاض 25 تجربة أداء، ومن حسن حظه نجح في واحدة منها، وكانت مع سسكا صوفيا، وعرض النادي عليه أجر 15 ألف استرليني شهرياً وأعلن النادي الصفقة على الموقع الرسمي، لكن أنهار كل شيء بعدما كشف مشجع لسسكا أن اللاعب ليس كما يدعي.
يدافع أكيلرو عن نفسه ويقول: «لم أكن لاعباً مزيفاً فقد كنت معهم في التجربة على مدى 3 أيام، لكن النادي شعر بالذعر مما سيحصل بسبب جنون وسائل الإعلام. ومساء الأحد، كان الجميع يبتسم لي، وفي صباح الاثنين، كنت أسوأ شخص في العالم، ولم استطع الجلوس مع اللاعبين على الطاولة، مشجع هو الذي حطم صفقتي».
تخلى أكيلرو عن حلم الكرة بعد صدمة سسكا وتحول لوكيل أعمال عقب طلب بمساعدة لاعب شاب من الكاميرون ليخضع لتجربة أداء في ناد أوروبي كبير. حصل الواعد على فرصة التجربة في ليفربول وقاد ذلك آخرين لطلب الخدمة من أكيلرو ليؤسس شركته الخاصة «ون سوكر ايجنسي»، ومثل مدافع ليون السابق باكاري كوني وصانع ألعاب ليل ايريك بوثياك.