دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، أمس الثلاثاء، مؤيدي أوكرانيا إلى إرسال المزيد من الأسلحة والذخيرة، في حين قال الكرملين إن الحلف يثبت عداءه المباشر لروسيا يوماً بعد يوم.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده قادرة على تجاوز العقوبات الغربية المفروضة عليها على الحرب في أوكرانيا. ونقلت وكالة «نوفوستي» عنه بوتين قوله، أمس، إن سياسة الغرب في محاولة إضعاف روسيا هي استراتيجية طويلة الأمد، لكننا نتجاوزها بهدوء، مشيراً إلى أن العقوبات الغربية ضد موسكو أضرت بالاقتصاد الغربي قبل الاقتصاد الروسي.
وقال ستولتنبرغ من مقر الناتو ببروكسل، أمس: «لا نرى أي إشارات على استعداد بوتين للسلام». وأضاف لدى وصوله لحضور اجتماع بقيادة الولايات المتحدة، لتنسيق تسليم شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا: «ما نراه هو العكس … إنه يستعد لمزيد من الحرب، وهجمات جديدة».
وأضاف أن «ما هو أولوي وملح يتمثّل في تزويد الأوكرانيين الأسلحة التي وُعدوا بها للحفاظ على قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم».
وتتخذ كل القرارات الخاصة بتوريد الأسلحة إلى أوكرانيا ضمن هذه المجموعة التي شكّلتها وترأسها الولايات المتحدة، والتي تشارك فيها نحو 50 دولة. وتعقد معظم اجتماعاتها في القاعدة الأمريكية في رامشتاين الألمانية.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن: «سنوفر للأوكرانيين وسائل تمكّنهم من الصمود والتقدم خلال الهجوم المضاد في الربيع». وفيما تحدث عن المدفعية ومنظومات الدفاع المضاد للطائرات والدبابات، لم يذكر المسؤول الأمريكي المقاتلات في الشحنات المقبلة للأسلحة.
وأكد ستولتنبرغ من جهته أن «المقاتلات ليست القضية الأكثر إلحاحاً، لكن النقاش جارٍ» بشأنها.
وأكد أوستن «أوكرانيا لديها متطلبات عاجلة لمساعدتها على مواجهة هذه اللحظة الحاسمة».
وقال أوستن، في مؤتمر صحفي: «ما تريد أوكرانيا القيام به في أول لحظة ممكنة هو إقامة أو خلق زخم وتهيئة الظروف في ساحة المعركة التي لا تزال في مصلحتها». وحضر أوستن ورئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي الاجتماع الداعم لأوكرانيا.
وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس في هذا الصدد: «الكل يدرك أن مسألتَي الدفاع الجوي وإعادة تزويد (أوكرانيا) بالذخيرة أكثر أهمية في الوقت الحالي من مناقشة إرسال مقاتلات».
وأعلن بيستوريوس، أن الصناعة الألمانية، ستعيد إطلاق خط إنتاج ذخيرة لدبابات الدفاع المضادة للطائرات من طراز غيبارد. وأشار إلى أنه «جرى توقيع العقود مع الشركات المصنعة، وسنستأنف فوراً إنتاجنا في راينميتل ذخيرة غيبارد».
من جهته، شدد وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف الموجود في بروكسل، في رسالة عبر حسابه على «تويتر»، على الحاجة إلى تأمين مخزونات كافية من الذخيرة وصيانة المعدات وحماية الأجواء الأوكرانية وتعزيز «حلف الدبابات».
وتطلب أوكرانيا مقاتلات وصواريخ بعيدة المدى، الأمر الذي كرّره الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي زار لندن وباريس وبروكسل الأسبوع الماضي، إلا أن الخوف من التورّط في الصراع يمنع عدداً من الحلفاء من تزويد أوكرانيا هذه المعدات.
بالمقابل، قال الكرملين، أمس، إن حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة يظهر عداءه لروسيا كل يوم، وبات منخرطاً على نحو متزايد في الصراع في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، للصحفيين: «حلف شمال الأطلسي منظمة معادية لنا وتثبت هذا العداء كل يوم». وأضاف: «إن الحلف يبذل قصارى جهده لجعل مشاركته في الصراع بأوكرانيا واضحة قدر الإمكان». (وكالات)