أجرت الولايات المتحدة، أمس الأحد، تدريبات جوية مشتركة مع كوريا الجنوبية ومع اليابان شملت قاذفات استراتيجية، غداة إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً عابراً للقارات من طراز «هواسونج 15» في «تدريب إطلاق مفاجئ».
وقالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، إن التدريبات الجوية التي شاركت فيها مقاتلات من طراز «إف 35 إيه»، و«إف 15كيه» كورية جنوبية، و«إف 16» من الولايات المتحدة لمرافقة قاذفات أمريكية من طراز «بي 1 بي»، أظهرت القدرات الدفاعية «الساحقة» للحلفاء ومدى جاهزيتهم.
وقال الجيش الكوري الجنوبي في بيان، إن التدريبات «عززت قدرة العمليات المشتركة وأكدت التزام الولايات المتحدة الصارم بالدفاع عن شبه الجزيرة الكورية، وتنفيذ الردع الموسع».
وقالت وزارة الدفاع اليابانية في بيان، إن طائرات «إف 15» حلقت فوق بحر اليابان جنباً إلى جنب مع قاذفات أمريكية من طراز «بي 1» وطائرات «أف 16» في مناورات تكتيكية، ووصفت الوضع الأمني بأنه «شديد الخطورة على نحو متزايد»، بعد سقوط أحدث صاروخ تطلقه كوريا الشمالية في منطقتها الاقتصادية الخالصة. وأضافت: «تؤكد هذه التدريبات الثنائية الإرادة القوية بين اليابان والولايات المتحدة للرد على أي موقف، وجاهزية (قوات الدفاع الذاتي اليابانية) والقوات المسلحة الأمريكية، كما أنها تعزز بصورة أكبر قدرات الردع والاستجابة لدى التحالف الياباني الأمريكي».
وتأتي التدريبات الجوية بعد يوم من إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً طويل المدى في البحر قبالة ساحل اليابان الغربي، بعد أن هدّدت برد قوي على مناورات عسكرية وشيكة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الرسمية في كوريا الشمالية، إن «التدريب المفاجئ لإطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، يمثّل دليلاً فعلياً على الجهود المستمرة التي تبذلها القوة النووية الاستراتيجية لكوريا الديمقراطية الشعبية، لتحويل قدرتها على شن هجوم نووي مدمّر مضاد على القوات المعادية إلى هجوم لا يمكن صده».
وأصدرت أيضاً كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، تحذيراً آخر، واتهمت الولايات المتحدة بمحاولة تحويل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى «أداة لسياستها العدائية الشائنة» تجاه بيونغ يانغ. وقالت في بيان: «أحذّر من أننا سنراقب كل حركة للعدوّ وسنتخذ رد فعل مناسباً وقوياً جداً وساحقاً، ضد كل تحرك يعادينا».
والصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية، السبت، هو الأول من نوعه منذ الأول من يناير/كانون الثاني، بعد أن هددت بيونغ يانغ، الجمعة، برد «متواصل وقوي بشكل غير مسبوق» في وقت تستعد فيه كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لإجراء مناورات عسكرية سنوية، في إطار الجهود المبذولة لدرء التهديدات النووية والصاروخية المتزايدة لكوريا الشمالية.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الرسمية إن صاروخها حلّق لمدة ساعة وست دقائق و55 ثانية، على ارتفاع وصل إلى 5,768 كيلومتراً، قبل أن يضرب بدقة منطقة محددة مسبقاً على بعد 989 كيلومتراً في المياه المفتوحة. واختبرت كوريا الشمالية صاروخ «هواسونج 15»لأول مرة في عام 2017.
وندّد الاتحاد الأوروبي بتعريض كوريا الشمالية الأمن العالمي للخطر عبر إطلاقها صاروخاً باليستياً عابراً للقارات، مطالباً «بردّ مناسب» من مجلس الأمن الدولي.
وقالت المتحدثة باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن «إطلاق كوريا الشعبية الديمقراطية صاروخاً بعيد المدى عمل خطر ومتهوّر يهدّد السلام والأمن الدوليين والإقليميين». وأضافت نبيلة مصرالي في بيان، أن «برنامج كوريا الشعبية الديمقراطية النووي والصاروخي يهدّد جميع الدول ويتطلب رداً مناسباً من مجلس الأمن الدولي».
وأكدت أن «الاتحاد الأوروبي لن يقبل أبداً بأن تقوّض جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية الهيكلية الدولية لعدم الانتشار» النووي. وقالت إن «الطريق الوحيد لتحقيق السلام والأمن الدائمين في المنطقة يمرّ عبر التزام بيونغ يانغ بالإجراءات الهادفة إلى ضمان إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بشكل كامل وقابل للتحقّق ولا رجوع عنه». (وكالات)