يُمني ليفربول وصيف دوري أبطال أوروبا النفس بتأكيد صحوته في مهمته الثأرية من ضيفه ريال مدريد الإسباني حامل اللقب عندما يستضيفه الثلاثاء في ذهاب ثمن نهائي، فيما يطمح نابولي الإيطالي الى مواصلة مشواره الرائع في المسابقة عندما يحل ضيفاً على اينتراخت فرانكفورت الالماني.
واستعاد ليفربول توازنه هذا الأسبوع بفوزين ثمينين على حساب جاره إيفرتون ومضيفه نيوكاسل بنتيجة واحدة (2-صفر)، منعشاً آماله مجدداً في المنافسة على إحدى البطاقات المؤهلة للمسابقة القارية العريقة الموسم المقبل.
وقلص ليفربول الفارق إلى سبع نقاط بينه وبين توتنهام صاحب المركز الرابع على الأقل، الأخير المؤهل إلى دوري الأبطال الموسم المقبل،علماً أن رجال المدرب الألماني يورغن كلوب يملكون مباراة مؤجلة.
وإذا كان من السابق للأوان القول إن كلوب قد وجد حلاً للمشاكل التي يعاني منها ليفربول منذ بداية الموسم، إلا أن فريقه يستضيف ريال مدريد بروح معنوية لم تعد في الحضيض.
وسيركز كلوب على ذلك كأساس لبدء محاولته في قيادة فريقه إلى الفوز بلقب المسابقة للمرة الثانية تحت إشرافه.
وكان ليفربول، الفائز باللقب ست مرات، سيحقق المزيد من التتويجات في المسابقة القارية الأم في عهد كلوب لو لم يكن ريال مدريد في طريقه.
وتغلب العملاق الإسباني على ليفربول في نهائي 2018، وأقصاه في ربع نهائي 2021، وتغلب عليه في نهائي الموسم الماضي 1-صفر.
ولم يتغلب ليفربول على ريال مدريد منذ ثمن نهائي عام 2009 حين فاز عليه ذهاباً وإياباً (1-صفر في مدريد و4-صفر في أنفيلد).
وكانت خسارة العام الماضي مؤلمة بشكل خاص في نهاية مطاردة الـ«ريدز» للرباعية التاريخية، فأكتفى في نهاية المطاف بلقبي كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة ما تسبب في معاناة لاعبيه ذهنياً وبدنياً هذا الموسم.
ودفع ليفربول ثمن ذلك غالياً في الموسم الحالي بفقدانه لقبي الكأسين المحليين وابتعاده كثيراً عن المنافسة على لقب الدوري، وبالتالي فإن الإطاحة بالنادي الملكي ستكون بمثابة تضميد للجراح ونهضة نحو المباراة النهائية المقررة في اسطنبول، مسرح الفوز التاريخي للنادي على ميلان الإيطالي في نهائي 2005.
بعد موسم شابته مشاكل دفاعية، يعول كلوب على نجاح فريقه في الحفاظ على نظافة شباكه في مباراتيه الاخيرتين، وهو إنجاز لم ينجح في تحقيقه في الدوري منذ أكتوبر الماضي.
وعلق كلوب قائلاً «ضخم، بنسبة 100%. إنه يشرح بعض الشيء المشكلات التي واجهناها في المباريات التي لم نتمكن من التحكم فيها بشكل أفضل».
وأضاف «من المؤسف أن كرة القدم ليست مثل الدراجات، دائمًا على نفس المستوى تمامًا. إنها مختلفة. الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها العودة إلى المسار الصحيح هي الفوز».
وتابع «لقد فعلناها الآن مرتين على التوالي وهذا شعور لا يصدق على الإطلاق».
وبعد سلسلة سيئة شهدت هزائم محرجة في برنتفورد وبرايتون (مرتان) وولفرهامبتون، عاد ليفربول إلى المسار الصحيح مستفيداً من عودة مهاجميه البرتغالي ديوغو جوتا والبرازيلي فيرمينيو إلى الملاعب بعد غياب فترة طويلة بسبب الاصابة، بانتظار تعافي الجناح الكولومبي لويس دياس.
ويبقى مصدر القلق الوحيد بالنسبة إلى كلوب هو إصابة مهاجمه الدولي الأوروغوياني داروين نونيس في الكتف.
وقال كلوب «النبأ السيئ، داروين يعاني من إصابة في كتفه. سنرى. نحتاج إلى مزيد من التقييم»، مضيفاً «لا أعرف في الوقت الحالي. إنه أمر مؤلم في الوقت الحالي، لكن آمل أن يكون مؤلمًا فقط وليس أكثر».
من جهته، يدخل النادي الملكي المباراة وفي جعبته أربعة انتصارات متتالية ومنتشياً بتتويجه بطلاً لمونديال الأندية في المغرب.
وتكتسي المسابقة القارية العريقة أهمية كبيرة بالنسبة للنادي الملكي وقد تكون المنقذ الوحيد لموسمه حيث يتخلف بفارق ثماني نقاط عن برشلونة في الليغا وينتظره كلاسيكو (ذهاباً وإياباً) مع الأخير في نصف نهائي مسابقة كأس الملك المحلية.
ويعتبر لقاء ليفربول باكورة سبع مواجهات متتالية ستحدد إلى حد كبير مصير رجال أنشيلوتي. يستقبلون أتلتيكو مدريد السبت المقبل في الليغا، ثم برشلونة في الثاني من الشهر المقبل في ذهاب مسابقة الكأس المحلية،ثم يواجهون بعدها المضيف ريال بيتيس والضيف إسبانيول في الدوري، ثم الضيف ليفربول في إياب دوري الابطال ويخوضون إياب كلاسيكو الدوري أمام برشلونة ثم إياب الكأس أمام الأخير.
وأراح أنشيلوتي قائده وهدافه الفرنسي كريم بنزيمة السبت في رحلته إلى بامبلونا لمواجهة أوساسونا (2-صفر)،وقال «إنه متعب قليلا ونفضّل أن يتعافى بشكل جيد من أجل مباراة الثلاثاء»، مضيفاً «حقيقة أن كريم لن يلعب لا تعني أنه مصاب. بل هذا يعني أننا نفضّل أن نمنحه قسطاً من الراحة، خاصة بالنسبة لسنه (35 عاماً) وعندما يشعر بالتعب، كي يبقى في حالة بدنية جيدة طوال الموسم».
في المقابل، يغيب لاعبا الوسط الألماني طوني كروس والفرنسي أوريليان تشواميني بسبب نزلة برد.
وعلق لاعب الوسط الكرواتي لوكا مودريتش على مواجهة ليفربول قائلاً «أنا مندهش من أن ليفربول بعيد جداً عن صدارة بريميرليغ، لكن يمكن قول الشيء نفسه عن ريال مدريد في ليغا».
وأضاف «نعلم أنه في أي وقت يمكن لليفربول تقديم رد فعل، والعودة أثناء الموسم. أتمنى ألا تكون العودة في هاتين المباراتين بدوري أبطال أوروبا ضدنا، لكن علينا أن نكون مستعدين».
رحلة محفوفة بالمخاطر
وتنتظر نابولي رحلة محفوفة بالمخاطر إلى المانيا لمواجهة أينتراخت فرانكفورت بطل الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) الموسم الماضي.
ويقدم الفريق الجنوبي موسما رائعاً محلياً حيث يبتعد 15 نقطة في الصدارة وقارياً ببلوغه ثمن النهائي بخمسة انتصارات في دور المجموعات الذي أنهاه أمام ليفربول الوصيف، وبالتالي يسعى إلى مواصلة نجاحاته.
ويعول نابولي على قوته الهجومية الضاربة (20 هدفاً في المسابقة) بقيادة النيجيري فيكتور أوسيمهن هداف الكالتشيو (18 هدفاً) والجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا، لرد دين قديم إلى فرانكفورت الذي أطاح بالفريق الجنوبي من الدور الثالث لمسابقة كأس الاتحاد الاوروبي موسم 1994-1995 بالفوز عليه ذهاباً واياباً بنتيجة واحدة (1-صفر).
لكن المهمة لن تكون سهلة أمام فرانكفورت الذي يبلي البلاء الحسن في مواجهة الكبار والدليل إقصاؤه لبرشلونة الإسباني من ربع نهائي مسابقة يوروبا ليغ الموسم الماضي في طريقه إلى اللقب.