إعداد: علي نجم
لم تختلف الجولة 17 من دوري أدنوك للمحترفين عن كل ما سبق، جاءت لتضيف الزيت فوق نيران المنافسة المشتعلة هذا الموسم، ولتؤكد أن التكهن بهوية البطل اليوم وقبل 9 جولات من ختام المسابقة ضربٌ من الخيال، بل وربما ضرب من الجنون.
بلعبة الحسابات المعقدة، وبلغة المنطق والفلسفة الاقتصادية الكروية، لُعبت مباريات المرحلة 17، لتشهد تقلبات وتحولات على مستوى جدول الترتيب، سيكون لها تأثيرات كبيرة في الجولات الأخيرة من عمر المسابقة.
وتمكن شباب الأهلي من استرداد القمة، بعدما حقق فوزاً متوقعاً ومنطقياً على الظفرة بهدفين مقابل لا شيء، ليحصل على «هدية العمر» من ملعب صقر بن محمد القاسمي، حين أعاق خورفكان مسيرة «الملك»، ليجبره على التوقف في محطة خورفكان، وتجرع كأس الخسارة التي قد تحول بين الفريق الأبيض وبين اعتلاء منصة التتويج في يوم الختام الموعود.
ومرة جديدة يبرهن الموسم الحالي، أنه الأكثر جنوناً، قياساً إلى حدة التنافس بين 6 فرق لا تزال تتصارع بلغة المنطق والحسابات من أجل الفوز بالدرع.
ولم يسبق لدورينا أن شهد هذا الصراع المجنون، وهذا التحول الكبير في المراكز على صعيد القمة بين جولة وأخرى، خاصة أن الفارق الفاصل بعد 17 جولة بين الفريق المتصدر شباب الأهلي والجزيرة السادس 6 نقاط فقط.
وتمكن عبد العزيز العنبري المدير الفني لفريق خورفكان أن يكون نجم المرحلة 17 دون منازع، بعدما تمكن من صنع الحدث، بإلحاق الهزيمة بالملك وقيادة فريقه خورفكان إلى الفوز الأول تاريخياً على الشارقة، ليحقق نسور خورفكان حدثاً قد يرسم ملامح الكثير من صراع اللقب هذا الموسم.
ويسجل للفريق الأخضر النجاح في ضرب سرب من العصافير بحجر واحد، حين عرقل الشارقة الذي كان يمر بحالة من التوهج، ليدق ناقوس الخطر في البيت الملكي، قبل خوض رجال المدرب كوزمين لقاء السوبر أمام العين السبت المقبل.
وتمكن خورفكان من إيقاف عداد الشارقة التهديفي في شباك المنافسين، ليخرج بشباك نظيفة أمام خصم يمتلك في تشكيلته ما لذ وطاب من أسماء ونجوم، لكنه فشل في كسر الطوق الدفاعي الأخضر، ليعود من المسرح الكبير في خورفكان بمرارة هزيمة ثالثة أجبرت الملك التنازل عن عرش الصدارة والتراجع إلى المركز الرابع في جدول الترتيب.
وكان شباب الأهلي اعتلى القمة مبكراً ومن مباراة متقدمة بفوزه على الظفرة بهدفين دون مقابل، ليحقق الفوز 11 له هذا الموسم، وليبلغ النقطة 36 ويسترد الصدارة بفارق نقطة عن الوصل الوصيف ونقطتين عن كل من العين والشارقة والوحدة.
وتمكن شباب الأهلي من ضرب 3 عصافير بحجر واحد، حيث حقق العلامة الكاملة التي كانت الهاجس الأكبر قبل خوض الاستحقاق الآسيوي، واعتلاء الصدارة «مؤقتاً»، فإذا بها تتحول إلى صدارة دائمة، كما نجح في إنهاء اللقاء بشباك نظيفة.
وتمكن اللاعب الأوزبكي عزيز غانييف من تسجيل الهدف الأول في المباراة، ليكون الهدف ال600 الذي يسكن شباك فارس الظفرة في المحترفين، قبل أن يضيف الأرجنتيني كارتابيا الهدف الثاني، ليواصل نجم «التانجو» العزف على وتر التميز تهديفياً في الجولات الخمس الأخيرة التي سجل فيها 4 أهداف.