أعلنت كوريا الشمالية، أمس الجمعة، أنها أطلقت أربعة صواريخ كروز استراتيجية باتجاه البحر، في تجربة قالت إنها «أظهرت، مرة أخرى، القدرات الحربية للقوة القتالية النووية» للبلاد، بعد تدريبات نووية مشتركة أمريكية كورية جنوبية، مؤكدة أن هذه التدريبات المتصاعدة «يمكن اعتبارها إعلان حرب».
وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إن صواريخ «هواسال-2» الأربعة أطلقت من محيط مدينة كيم تشيك، في مقاطعة هامغ يونغ الشمالية، باتجاه بحر الشرق، المعروف أيضاً باسم بحر اليابان. وأضافت أن الصواريخ اجتازت مسافة ألفي كيلومتر قبل أن تصيب أهدافها «بدقّة»، من دون أن تحدد ماهية تلك الأهداف.
وتابعت أن «التجربة أظهرت مرة أخرى بوضوح، القدرات الحربية للقوة القتالية النووية لكوريا الديمقراطية التي تعزّز بكلّ الطرق قدرتها على شنّ هجوم نووي قاتل ضد القوى المعادية».
وشككت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في سيؤول، في هذا الوصف للاختبار، مؤكدة أن هناك فرقاً بين ما تم الإعلان عنه وما اكتشفته المراقبة الأمريكية والكورية الجنوبية. وتابعت أن التحليل ما زال جارياً.
ولا تمتلك كوريا الجنوبية أسلحة ذرية، وتبقى ملتزمة رسمياً، منع انتشار الأسلحة النووية، حتى مع تزايد الدعوات محلياً، إلى النظر في الحصول على أسلحة نووية خاصة بها.
وقالت واشنطن وسيؤول في بيان مشترك، إن تدريباتهما المشتركة تضمنت مناقشات حول «الخيارات المحتملة للرد على استخدام كوريا الشمالية أسلحة نووية».
وبُعيد التدريبات التي أعلنت عنها «البنتاغون»، أصدرت بيونغ يانغ بياناً قالت فيه إن «ممارسات واشنطن العدائية والاستفزازية (…) يمكن اعتبارها إعلان حرب». وأضافت أن «الطريقة الوحيدة لكسر الحلقة المفرغة لتصعيد التوتر العسكري (…) هي أن تظهر الولايات المتحدة موقفاً واضحاً وعملياً، مثل التخلي عن التزامها نشر القدرات الاستراتيجية» ووقف التدريبات المشتركة.
وأجرت كوريا الشمالية تجارب على إطلاق عشرات الصواريخ في 2022 ما أثار توتراً لدى جيرانها في شرق آسيا. ووصفت كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي التي تتمتع بنفوذ كبير، هذا الأسبوع، المحيط الهادئ بأنه «ميدان رماية».
وقالت وزارة التوحيد في كوريا الجنوبية، أمس الجمعة، إنه يتعين على كوريا الشمالية التوقف عن الإنفاق على التطوير العسكري، فيما يعاني شعبها الجوع. وقال لي هيو جونغ، نائب المتحدث باسم الوزارة للصحفيين، إن كلفة الصواريخ الباليستية الثلاثة التي أطلقتها كوريا الشمالية هذا الأسبوع «تكفي لشراء نحو مئة ألف طن من الطعام لنحو مليونين إلى ثلاثة ملايين شخص، في أوضاع هشة لمدة خمسة أشهر».(وكالات)