عدن: «الخليج»
اشتبكت القوات المشتركة في الساحل الغربي لليمن مع ميليشيات الحوثي في محور البرح، غرب محافظة تعز، جنوب غرب البلاد، حيث أسقط الجيش مسيّرة للميليشيات وسط مواجهات عنيفة، في وقت شرعت فيه هيئة يمنية في إعداد رؤية سياسية لعملية السلام الشاملة ووثيقة للمصالحة في اليمن.
وذكر الإعلام العسكري للقوات المشتركة أن «محور البرح غربي تعز شهد، ليل الاثنين وفجر أمس الثلاثاء، اشتباكات بالأسلحة المتوسطة، جراء تصعيد جديد من قبل ميليشيات الحوثي في جبهات الساحل الغربي». وأفاد بأن وحدات من القوات المشتركة خاضت اشتباكات مع ميليشيات الحوثي، أثناء محاولة الأخيرة مهاجمة مواقع عسكرية بالقرب من خطوط التماس.
وأوضح الإعلام العسكري أن القوات المشتركة كبدت الميليشيات خسائر بشرية ومادية، وأسكتت مصادر نيرانها بضربات مركزة. ونوه بأن هذه الاشتباكات هي الثانية من نوعها في محور البرح خلال 72 ساعة.
في الأثناء، أعلن الجيش اليمني إسقاط طائرة مسيّرة تتبع ميليشيات الحوثي وسط مواجهات في محيط مدينة تعز، وريف المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، جنوب غرب البلاد.
وذكر المركز الإعلامي لمحور تعز العسكري أن قوات الجيش أسقطت، أمس الثلاثاء، طائرة مسيّرة مفخخة لميليشيات الحوثي، شرقي مدينة تعز، بالتزامن مع تجدد الاشتباكات في محيط جبل هان ووادي حذران غرباً، والدفاع الجوي وعصيفرة شمالاً، ومنطقة الاحطوب بالريف الغربي لمحافظة تعز. وأمس الأول الاثنين، أحبطت قوات الجيش محاولة تسلل لميليشيات الحوثي في جبهة العنين، بعزلة بلاد الوافي، جبل حبشي، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف العناصر المتسللة.
إلى ذلك، بدأت لجان متخصصة تتبع هيئة التشاور والمصالحة في اليمن، امس الثلاثاء، في العاصمة المؤقتة عدن، اجتماعات لوضع الإطار العام للرؤية السياسية لعملية السلام الشاملة، ووثيقة مبادئ المصالحة بين القوى والمكونات السياسية الشرعية، وكذلك اللائحة الداخلية لهيئة التشاور والمصالحة.
وتشكلت الهيئة بعد مشاورات الرياض اليمنية اليمنية، في إبريل/ نيسان العام الماضي، بقرار من مجلس القيادة الرئاسي اليمني، طبقاً لإعلان نقل السلطة آنذاك، بإشراف مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومن المقرر ان تستمر اللجان في عملها عدة أيام، تمهيداً لمناقشة المخرجات في الاجتماع العام للهيئة، خلال الأسبوع المقبل.
وأوضح رئيس هيئة التشاور والمصالحة محمد الغيثي، أن هذه الجهود التي تبذلها هيئة التشاور والمصالحة عبر لجانها الثلاث تأتي تنفيذاً لالتزامات الهيئة الواردة في إعلان نقل السلطة، والمتمثلة في دعم ومساندة مجلس القيادة الرئاسي، ومقاربة وتوحيد القوى والمكونات السياسية، وتهيئة الظروف المناسبة لوقف الاقتتال والصراعات واستعادة وتفعيل مؤسسات الدولة، وصولاً إلى إحلال السلام الشامل والدائم. وأكد الغيثي أن الهيئة بجانب مهمتها في الحفاظ على متانة وتماسك مجلس القيادة الرئاسي، وحماية وتوسيع قاعدة الشراكة التي انطلقت من مشاورات مجلس التعاون الخليجي في الرياض إبريل 2022، حريصة على تهيئة الظروف المناسبة لصناعة توافقات حقيقية ضامنة لتطلعات جميع الأطراف الشرعية، بما يضمن وقوفها صفاً واحداً من أجل المصالح الوطنية العليا، وبما يمكّنها من مواجهة المهددات والمخاطر بكل أشكالها.