أعلنت روسيا أنها صدت هجمات بمسيّرات كثيفة على شبه جزيرة القرم، وقالت إنها لا تصدق إنكار اوكرانيا شنها الهجمات، في وقت تكثف الهجوم الروسي على باخموت، فيما تجرى عمليات عسكرية لتطويقها بالكامل من الشمال والجنوب، ووصف الرئيس الأوكراني المعركة بأنها «الأصعب».
صد هجمات مسيّرات
قال الجيش الروسي، أمس الأربعاء، إنه صد هجوماً مكثفاً بطائرات مسيّرة على شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014، معلناً إسقاط 10 طائرات مسيّرة، أو تعطيلها. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان «أحبطت محاولة من قبل نظام كييف لشن هجوم مكثف بطائرات من دون طيار على منشآت في شبه جزيرة القرم»، مضيفة أنه تم إسقاط ست طائرات مسيّرة، و«تعطيل» أربع أخرى بوسائل إلكترونية.
وكانت مسيرات استهدفت ميناء سيفاستوبول في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ومحطة كهرباء في أوائل أكتوبر/ تشرين الأول، ومقر أسطول البحر الأسود الروسي في أغسطس/ آب.
لا تصديق لإنكار كييف
قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إنه لا يصدّق ما قاله مستشار الرئاسة الأوكراني، ميخايلو بودولياك، إن كييف لا تشن هجمات على أهداف داخل الأراضي الروسية. وقال بودولياك في تغريدة على «تويتر»، امس الأربعاء، إن أوكرانيا «لا تشن هجمات على أراضي روسيا الاتحادية»، مضيفاً أنها «تشن حرباً دفاعية لتحرير كل أراضيها». وأضاف «يتزايد الذعر والتفكك في روسيا، وهو ما ينعكس من خلال زيادة الهجمات الداخلية على منشآت للبنية التحتية باستخدام أدوات طائرة مجهولة الهوية». وأثار ما كتبه سلسلة من التعليقات الساخرة على «تويتر» حول نشاط لكائنات فضائية.
هجمات بلا هوداة
شنت القوات الروسية هجمات بلا هوادة على باخموت، أمس الأربعاء، في محاولة لتطويق المدينة الصغيرة الواقعة في شرق أوكرانيا، بعد عدد من المعارك الأكثر دموية في الحرب. ونشرت وكالة الإعلام الروسية الحكومية مقطع فيديو قالت إنه يظهر مقاتلات روسية من طراز سو-25 تحلق في سماء باخموت.
وتمكنت رويترز من الوصول إلى باخموت من ناحية الغرب، ما يثبت أن المدينة لم تحاصر بعد على الرغم من ضغط القوات الروسية من الشمال والجنوب لإغلاق آخر الطرق المتبقية إلى المدينة. وارتفعت ألسنة اللهب والدخان في السماء من المباني المحترقة. واستمر دوي إطلاق النار والانفجارات الذي وصل إلى عنان السماء. وجابت المركبات المدرعة الأوكرانية الشوارع التي لم يبق فيها سوى الكلاب الضالة وسط الوحل والحطام.
وفي بلدة تشاسيف يار إلى الغرب، شبت النيران في محل بقالة.
وقال الجيش الأوكراني في إفادة صحفية، صباح الأربعاء، «يواصل العدو تقدمه باتجاه باخموت. لا يتوقف عن اقتحام مدينة باخموت».
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في خطاب عبر الفيديو، إن معركة باخموت «هي الأصعب»، لكن الدفاع عنها ضروري. وأضاف «روسيا بشكل عام لا تكترث بالبشر وترسلهم في موجات مستمرة (للهجوم) على مواقعنا، شدة القتال تتزايد».
وقال المحلل العسكري الأوكراني، أوليه زدانوف، إن القوات الروسية تمكنت من تحقيق اختراق بين قريتين شمالي باخموت، هما قريتا بيرخيفكا وجاغيدني، وتابع قائلاً «يشكل ذلك اختراقاً في الجبهة الشمالية لباخموت… يشكل تهديداً واضحاً لنا».
قال يفغيني بريغوزين مؤسس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، أمس الأربعاء، إن القوات الأوكرانية تقاوم بشدة محاولة روسيا السيطرة على باخموت، وتضحّي باحتياطيات إضافية مهولة في المعركة الدموية.
ويقود أعضاء مجموعة بريغوزين الهجوم في شرق أوكرانيا منذ أشهر، مع تطلع موسكو للاستيلاء على باخموت، التي تدعوها باسم أرتيوموفسك الذي يعود إلى الحقبة السوفييتية، لتصبح نقطة انطلاق مفيدة للاستيلاء على مدن أكبر، مثل كراماتورسك وسلوفيانسك.(وكالات)