حاصرت القوات الروسية مدينة باخموت، والقوات الأوكرانية تتلقى أمراً بالانسحاب منها، فيما اعترف الحرس الوطني الأوكراني بأن الموقف هناك «حرج»، كما أمرت السلطات الأوكرانية بإجلاء الفئات الهشّة من سكان كوبيانسك وسط قصف روسي، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية تصفية أكثر من 600 جندي أوكراني وإسقاط 18 مسيرة ومقاتلة أوكرانية، وأن قواتها عثرت على مخبأ لذخائر ومتفجرات ووثائق تابعة للقوات الأوكرانية في خيرسون، وتم تدمير قاعدة للغواصين الأوكرانيين في ميكولايف كانت تعد لمهاجمة سفن روسية، وأكد الكرملين أنه سيتخذ إجراءات لمنع حدوث اختراق آخر للحدود.
باخموت محاصرة
ساعات معدودة باتت تفصل عن إعلان القوات الروسية السيطرة بالكامل على باخموت، وسط شبه إحكام القوات الروسية محاصرتها، وإصدار القيادة الأوكرانية أمراً لقواتها بالانسحاب بسبب سوء الوضع. وصرح مستشار القائم بأعمال رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، يان غاغين، الجمعة، بأن مدينة أرتيوموفسك (باخموت) تمت محاصرتها بالكامل فعلياً، قائلاً: «الآن أرتيوموفسك محاصرة عملياً. رجالنا حقاً في وسط المدينة. وحلقة التطويق تغلق عملياً».
بدوره وجه مؤسس مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين رسالة مصورة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طلب منه فيها إعطاء أوامره للجنود الأوكرانيين بالخروج من باخموت. وأظهر الفيديو الذي نشره بريغوجين ثلاثة من الأسرى الأوكرانيين الذين طلبوا من الرئيس الأوكراني أن يسمح لهم بالعودة إلى أماكن إقامتهم.
انسحاب أوكراني
قبل ذلك بساعات، أعلن قائد القوات الأوكرانية (الكتيبة) «ماديار»، وعبر فيديو نشره في حسابه الخاص على التلغرام، أن وحدته تلقت أمراً من القيادة بمغادرة باخموت على الفور، من دون أن يوضح أي تفاصيل إضافية، وأنه وفق القرار سيتم نقله على وجه السرعة من باخموت «إلى مكان جديد للقتال». وأضاف «أنا عسكري بالدرجة الأولى، لذا لن أعلق على أوامر الدفاع.. نحن نتبع الأوامر».
وقال فولوديمير نازارينكو أحد نواب القائد في الحرس الوطني الأوكراني لمحطة إن.في راديو الأوكرانية إن الموقف «حرج» وإن القتال مستمر «بلا انقطاع». وأضاف «نحتاج إلى أكبر قدر ممكن من الذخيرة. ثمة روس هنا أكثر من الذخيرة التي نملكها للقضاء عليهم».
وفي وقت لاحق، وثقت مقاطع فيديو، قيام الجيش الأوكراني، بتدمير جميع الجسور تقريباً على مشارف باخموت تمهيداً لانسحابه. وتحدث مقاتل من مجموعة «فاغنر»: «خلال الانسحاب، قام الجيش الأوكراني بتفجير كل شيء لقد دمروا البنية التحتية. وبهذه الطريقة يريدون إيقاف تقدمنا. تقريباً كل الجسور في ضواحي باخموت. لقد دمروا كل شيء».
وتقع باخموت في الجزء الذي تسيطر عليه كييف من دونيتسك، شمال مدينة غورلوفكا الكبيرة، وهو مركز نقل مهم لتزويد مجموعة القوات الأوكرانية في دونباس.
إجلاء من كوبيانسك
أمرت أوكرانيا بإجلاء الفئات الهشّة من سكان مدينة كوبيانسك الواقعة على خط المواجهة والمناطق المجاورة لها في شمال شرق البلاد، مع تصاعد المخاوف من أن تسيطر روسيا مجدداً على المدينة التي تتعرض للقصف. وقالت الإدارة العسكرية لمنطقة خاركيف إن «الإجلاء الإلزامي بدأ للعائلات التي لديها أطفال وللسكان ذوي القدرة المحدودة على الحركة في كوبيانسك».
تدمير قاعدة لتدريب غواصين
إلى جانب ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تصفية 640 جندياً أوكرانياً وإسقاط 18 مسيرة ومقاتلة أوكرانية «سو 24» في مناطق متفرقة.
وعثرت القوات الأمنية والحرس الروسي على مخبأ للقوات الأوكرانية يضم ذخائر ومتفجرات ووثائق في منطقة خيرسون. وأظهر مقطع فيديو نشرته السلطات الرسمية عبر موقعها في تلغرام، ضبط 134 ذخيرة دبابة مع 139 عبوة، بالإضافة إلى وثائق باللغة الأوكرانية. وتم العثور على المخبأ في غابة منطقة سكادوفسكي.
ودمر الجيش الروسي قاعدة مخصصة لتدريب الغواصين الأوكرانيين في مدينة ميكولايف، تحت إشراف مدربين بريطانيين كان يعدون غواصات ذاتية الحركة لتنفيذ هجمات على السفن العسكرية الروسية.
وقال أحد النشطاء في ميكولايف، الجمعة، في مقطع فيديو: «توصلنا إلى معلومات تفيد بأن النازيين قرروا إنشاء وحدة تخريب من الغواصين في جزيرتنا مايسكي، وتم إرسال مدربين بريطانيين إلى هناك للتدريب حول كيفية استخدام الغواصات ذاتية الحركة». وأضاف: «لقد أرسلنا إحداثيات قاعدة التدريب هذه إلى المكان المناسب، وضرب الروس الهدف في 25 فبراير».
إجراءات للتأمين
قال الكرملين الجمعة إنه سيتخذ إجراءات لمنع تكرار توغل من وصفهم بالقوميين المدعومين من أوكرانيا عبر الحدود الذي وقع الخميس.وأصدر الرئيس فلاديمير بوتين مرسوماً رئاسياً بتوسيع مهام المفوضيات العسكرية المنصوص عليها بالقوانين الدستورية الفدرالية والقوانين الفدرالية وأعمال رئيس الدولة والحكومة. ونُشرت الوثيقة الجمعة على البوابة الرسمية للمعلومات القانونية.
(وكالات)