بالتزامن مع استمرار الإدانات العربية والدولية لتصريحات وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، التي دعت إلى تدمير قرية حوارة الفلسطينية، طالب ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين، سفين كون فون بورغسدورف، أمس الجمعة، بوقف عنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية ومحاسبة المتورطين في الهجمات منهم.
وقال بورغسدورف، خلال زيارته لبلدة حوارة جنوب محافظة نابلس على رأس وفد ضم سفراء ودبلوماسيين، إن الاتحاد «سيستمر بالمطالبة بشكل مباشر لمحاكمة ومحاسبة من نفذ الاعتداءات من المستوطنين على البلدة»، مشدداً على أن عنف المستوطنين يجب أن يتوقف.
واطلع الوفد، الذي ضم ممثلي دول الاتحاد الأوروبي في فلسطين ودبلوماسيين رفيعي المستوى من حوالي 20 دولة، خلال الزيارة التي نظمها مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة «بتسيلم»، على تداعيات العدوان الذي شنه المستوطنون على البلدة، حيث تفقد منازل ومنشآت عدة أحرقها المستوطنون، واستمعوا إلى شهادات الفلسطينيين حول الاعتداءات عليهم وعلى ممتلكاتهم.
وبالتزامن مع زيارة الوفد، اقتحم عضو الكنيست المتطرف تسيفي سوكوت بلدة حوارة، وحاول التشويش على الحديث من خلال مكبر للصوت.
ودان بورغسدورف اعتداءات المستوطنين على بلدات وقرى جنوب نابلس، وقال: «أجرينا اتصالات مكثفة لوقف ما يحدث على الأرض، وللأسف كان هذا التدخل متأخراً»، مؤكداً استمرار الاتصالات والسعي من أجل إيقاف مثل هذه المشاهد، ووقف الاعتداءات بحق الشعب الفلسطيني.
وطالب ممثل الاتحاد الأوروبي، بتعويض المواطنين الفلسطينيين الذين تضرروا من هذه الاعتداءات، مشيراً إلى أن زيارة الوفد تشكّل رسالة تضامن من المجتمع الدولي مع أهالي بلدة حوارة والقرى المجاورة.
وقال رئيس بلدية حوارة معين ضميدي إن البلدة شهدت سلسلة لم تتوقف من الاعتداءات، أدت إلى دمار كبير في الممتلكات والمنشآت، إلى جانب الآثار النفسية والصحية للمواطنين، معرباً عن أمله في تأمين الحماية للمواطنين في حوارة والقرى المجاورة، وبأن نشاهد خطوات جدية ميدانية في هذا الأمر.
وأثار الاعتداء وما خلفه من دمار، خاصة في بلدة حوارة، موجة من ردود الفعل الدولية التي دانت وطالبت بمحاسبة المسؤولين عن جرائم المستوطنين.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن استنكار المملكة الشديد للتصريحات المتطرفة لسموتريتش، وأكدت الوزارة «رفض المملكة التام لهذه التصريحات العنصرية وغير المسؤولة»، مشددة «على مطالبتها المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لردع هذه الممارسات المشينة، ووقف التصعيد، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين».
كما استنكر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، أمس، التصريحات العنصرية لسموتريتش، وشدد، في بيان، على ضرورة مواجهة خطاب الكراهية والعنف، مشيراً إلى أهمية تعزيز قيم التسامح والتعايش الإنساني ضمن الجهود المبذولة للحد من التصعيد، وعدم الاستقرار في المنطقة التي تقوم بها قوات الجيش الإسرائيلي.
ودان المتحدث باسم الخارجية الأردنية، سنان المجالي، تصريحات سموتريتش، مؤكداً أن الدعوات المؤججة للعنف تنذر بعواقب وهي انتهاك للقانون الدولي.
بدورها، استنكرت فرنسا، أمس، تصريحات سموتريتش، ووصفتها بأنها «غير مقبولة وغير مسؤولة». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجندر للصحفيين: «لقد أفزعتنا تصريحات الوزير الإسرائيلي بخصوص قرية حوارة الفلسطينية.. هذه التصريحات غير مقبولة وغير مسؤولة ولا تليق بعضو في الحكومة الإسرائيلية، وهو إضافة إلى ذلك مسؤول عن الإدارة المدنية للأراضي الفلسطينية المحتلة». وأكدت لوجندر أن هذه التعليقات تؤدي إلى زيادة «الكراهية ودوامة العنف الحالي».
من جهته، انتقد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أمس، تصريحات سموتريتش ووصفها بأنها «تحريض على العنف والعداء ولا يمكن توقع تداعياتها». (وكالات)