بيروت: «الخليج»، وكالات
دخل الاستحقاق الرئاسي في لبنان، أمس الخميس، مرحلة جدية وحاسمة مع بدء معركة تأمين النصاب لرئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، بينما تدرس المعارضة كيفية الرد وتلوح بمقاطعة جلسات الانتخاب، فيما أعلن سفراء بريطانيا وأمريكا وكندا وألمانيا وهولندا ونائب سفير اليابان دعمهم للشفافية والمساءلة بلبنان، وسط دعوة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونتسكا إلى التزام لبنان بتطبيق الإصلاحات الأساسية وإتمام الاستحقاقات الدستورية في موعدها، فيما ارتفع سعر صرف الدولار في السّوق السّوداء، ليسجّل 89200 ليرة للدّولار الواحد، بينما أعلنت جمعية المصارف العودة للإضراب ابتداءً من 14 الحالي لوضع حد للخلل ببعض القرارات القضائية التعسفية بحقها.
ودخل الاستحقاق الرئاسي مرحلة جديدة مع بدء معركة تأمين النصاب لانتخاب فرنجية وهو 86 نائباً، بالتزامن مع العمل لرفع رصيد أصواته الى 65 صوتاً ما يؤمن فوزه، فيما تدرس المعارضة الرد الذي سيكون من خلال حشد المقاطعين لأي جلسة يحددها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، حيث سيسعى هذا الفريق وعلى رأسه حزبا «القوات» و«الكتائب» الى تأمين 44 نائباً لتعطيل نصاب الثلثين للتمكن من الانتقال الى الدورة الثانية للاقتراع اذا تيقن ان فرنجية يستطيع الفوز، لكن المشكلة في أن هذا الفريق هو ذاته الذي سبق أن دان مقاطعة الجلسات وتعطيلها من قبل ثنائي «حركة أمل وحزب الله» و«التيار الوطني الحر» بالاقتراع بالورقة البيضاء والانسحاب خلال الجولة الثانية من الجلسات ال 11 السابقة، وبالتالي سيجد صعوبة في أن يماشيه نواب قوى التغيير وبعض المستقلين، وقد تلجأ المعارضة إلى البحث عن مرشح آخر يستطيع جمع معظم هؤلاء غير النائب ميشال معوض الذي استنفد أوراقه خلال جولات الانتخاب السابقة لمواجهة فريق الموالاة. كما تعود الى الواجهة دعوة الحوار التي أطلقها بري منذ شهرين للوصول الى اتفاق بين الكتل النيابية، بينما يتوقع ان يعلن فرنجيه ترشيحه رسمياً بعد غد الأحد، وبالتالي اذا فشلت المحاولات القائمة لإنجاز هذا الاستحقاق هذا الشهر ولم ينجح أي فريق في إيصال مرشحه، سيكون التصعيد سيد الموقف وقد يمتد الفراغ الرئاسي الى أجل غير مسمى.
من جانب آخر، أعلن سفراء بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وألمانيا وهولندا ونائب سفير اليابان، في بيان مشترك وزعته السفارة البريطانية، أمس الخميس، انهم اتفقوا مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال لقائه الثلاثاء الماضي، على دعمهم المستمرّ للشّفافيّة والمساءلة في لبنان، مؤكدين دعمهم الجماعي للمنصّة الرّقابيّة (IMPACT) تحت إشراف التفتيش المركزي. وسبق أن عرض ميقاتي مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونتسكا، التحضيرات للتقرير الذي سترفعه إلى مجلس الأمن في الجلسة التي ستعقد في السابع عشر من الشهر الجاري. وبعد اللقاء شددت فرونتسكا على «ضرورة التزام لبنان تطبيق الإصلاحات الأساسية وإتمام الاستحقاقات الدستورية في موعدها لاسيما إجراء الانتخابات الرئاسية وأيضاً الانتخابات البلدية والاختيارية».
في غضون ذلك، أعلنت جمعية المصارف في بيان العودة الى الإضراب ابتداء من صباح 14 الحالي، داعية الى وجوب تصحيح الخلل في بعض القرارات القضائية التعسفية بحقها، مطالبة باتخاذ التدابير القانونية السريعة لوضع حدّ لهذا الخلل في اعتماد معايير متناقضة في إصدار بعض الأحكام التي تستنزف ما بقي من أموال تعود لجميع المودعين وليس لبعضهم على حساب الآخرين، ولمعالجة هذه الأزمة بشكل عقلاني وعادل ونهائي، تتحمّل فيه الدولة بصورة خاصة مسؤوليتها في هذا المجال.
إلى ذلك، ارتفع سعر صرف الدولار في السّوق السّوداء خلال تداولات أمس، ليسجّل 89200 ليرة للدّولار الواحد، بعدما كان سعر الصّرف مستقرًّا عند حدود ال80 ألفًا خلال الأيّام الماضية، لترتفع معه الأسعار لاسيما المحروقات.