لقي الإعلان المشترك الخاص بعودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران والذي جاء بمبادرة صينية، الجمعة، ترحيباً دولياً واسعاً.
وأعلنت السعودية وإيران والصين في بيان ثلاثي مشترك الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، والاتفاق على اجتماع وزيري الخارجية في البلدين لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء، ومناقشة تعزيز العلاقات بينهما، وتأكيد البلدين على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان عبر «تويتر»: «يأتي استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران انطلاقاً من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، وحرصها على تكريس ذلك في المنطقة».
مصير واحد
وتابع: «يجمع دول المنطقة مصير واحد، وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك سوياً لبناء أنموذج للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا».
وأكد مستشار الأمن الوطني السعودي مساعد العيبان، ترحيب القيادة السعودية بالمبادرة الصينية لتطوير علاقات حسن الجوار بين المملكة وإيران، مشيراً إلى فتح صفحة جديدة تقوم على الالتزام بمبادئ المواثيق والأعراف الدولية، موضحاً أن السعودية تثمن ما تم التوصل إليه وتأمل مواصلة الحوار والبناء.
زخم كبير
واعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان في تغريدة أن عودة «العلاقات الطبيعية بين إيران والسعودية، توفر زخماً كبيراً للبلدين والمنطقة والعالم الإسلامي». وتابع أن «سياسة الجوار، باعتبارها المحور الرئيسي للسياسة الخارجية للحكومة، تتحرك بقوة في الاتجاه الصحيح، ويعمل الجهاز الدبلوماسي بنشاط وراء إعداد المزيد من الخطوات الإقليمية».
وقوبل الإعلان بترحيب واسع خاصة من الدول العربية والخليجية؛ إذ رحبت الإمارات على لسان الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، بالاتفاق بين البلدين، مثمناً الدور الصيني في التوصل إليه.
ترحيب إماراتي
وقال قرقاش في تغريدة عبر «تويتر»: «نرحب بالاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ونثمن الدور الصيني في هذا الشأن. الإمارات مؤمنة بأهمية التواصل الإيجابي والحوار بين دول المنطقة نحو ترسيخ مفاهيم حسن الجوار والانطلاق من أرضية مشتركة لبناء مستقبل أكثر استقراراً للجميع».
وأشاد مجلس التعاون الخليجي في بيان، باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، مرحباً بكافة الخطوات التي تُسهم في تعزيز الأمن والسلام في المنطقة، ودعم استقرارها ورخاء شعوبها، وأن تسهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والسلام العالميين.
صفحة جديدة
كما رحبت سلطنة عُمان بالبيان الثلاثي، وأعربت وزارة خارجيتها، عن أملها في أن تسهم في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة وتوطيد التعاون الإيجابي البناء الذي يعود بالمنفعة على جميع شعوب المنطقة والعالم.
ورحب العراق، بالاتفاق الذي يفتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين. وذكر بيان لوزارة الخارجية، أن «وزارة الخارجية تعرب عن ترحيبها بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين السعودية وإيران، لتبدأ بموجبه صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين».
قاعدة رصينة
وأضاف البيان أن «المساعي التي بذلتها الحكومة العراقية في هذا الإطار، عبر استضافة بغداد لجولات الحوار بين الجانبين، وما رسخته من قاعدة رصينة للحوارات التي تلت عبر عُمان والصين، وصولاً للحظة الاتفاق، الذي سينعكس على تكامل العلاقات بين الجانبين ويعطي دفعة نوعيّة في تعاون دول المنطقة، بهدف تحقيق تطلعات جميع الأطراف، ويؤذن بتدشين مرحلة جديدة».
وأكدت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، أنها تتابع باهتمام الاتفاق الذي تم الإعلان عنه باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، معربة عن أملها في أن يسهم الاتفاق في تخفيف حدة التوتر بالمنطقة، وأن يعزز من دعائم الاستقرار والحفاظ على مقدرات الأمن القومي العربي.
ركائز السلم
ورحبت منظمة التعاون الإسلامي بالاتفاق السعودي الإيراني، معربة عن أملها في أن يسهم في تعزيز ركائز السلم والأمن والاستقرار في المنطقة، وأن يعطي دفعة جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء في المنظمة، مشيدة بجهود العراق وسلطنة عمان والصين في استضافة المباحثات بين البلدين ورعايتها.
ورحبت المملكة الأردنية بالاتفاق بين البلدين، مثمنةً دور سلطنة عمان وجمهورية العراق؛ والصين لاستضافتهما جولات الحوار، معربة عن أملها في أن تسهم الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، بما يحفظ سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وبما يخدم المصالح المشتركة.
خطوة إيجابية
ورحبت المملكة البحرينية بالاتفاق، آملة أن يشكل خطوة إيجابية على طريق حل الخلافات وإنهاء النزاعات الإقليمية كافة بالحوار والطرق الدبلوماسية، وإقامة العلاقات الدولية على أسس من التفاهم والاحترام المتبادل وحسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، مشيدة في هذا الصدد بالدور السعودي في دعم الأمن والسلام والاستقرار.
ورحبت الكويت في بيان رسمي، بالاتفاق السعودي الإيراني، مؤكدة دعمها الاتفاق، ومعربة عن أملها بأن يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وبناء الثقة وتطوير علاقات الصداقة بين الطرفين بما يصب في مصلحة دول المنطقة.
وأعربت الخارجية القطرية، في بيان، عن ترحيبها باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، آملة في أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتلبية تطلعات شعبي البلدين، بما يعود بالمنفعة على شعوب المنطقة.
وأشادت الخارجية الجزائرية بالاتفاق، معتبرة أنه سيمكّن البلدين الشقيقين من تمتين علاقات التعاون والتضامن في إطار الالتزام بالمبادئ التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة وحل الخلافات عبر الحوار، ما سيُسهِم في تعزيز السلم والأمن في المنطقة وفي العالم.
حل الأزمات
وأشاد البرلمان العربي في بيان بالاتفاق السعودي الإيراني، مؤكداً أهميته من أجل عودة الاستقرار بالمنطقة العربية، والسعي الحثيث لحل الأزمات العالقة، معرباً عن أمله أن يسهم في تخفيف حدة التوتر وتحقيق الأمان لشعوب العالم.
وأعربت كل من فلسطين والجزائر عن ترحيبهما بهذه الخطوة، واعتبراها تسهم في تعزيز السلم والأمن في المنطقة والعالم.ورحبت عدد من الدول الإسلامية بينها تركيا وباكستان باستئناف العلاقات بين طهران، والرياض، معربة عن ثقتها في أن يسهم بشكل كبير في أمن المنطقة واستقرارها وازدهارها.
إشادة أممية
كما أشادت منظمة الأمم المتحدة باستئناف العلاقات بين السعودية وإيران مثمنة دور الصين في إنجاح الحوار بين البلدين.وأعربت الولايات المتحدة، على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، عن ترحيبها باستئناف إيران والسعودية علاقاتهما الدبلوماسية.