كيشيناو- أ.ف.ب
أعلنت الشرطة المولدافية، الأحد، توقيف عناصر شبكة، «يشتبه أن روسيا نظمتها بهدف زعزعة استقرار البلاد»، وذلك قبل تظاهرة جديدة نظمت ضد الحكومة الموالية لأوروبا في هذا البلد المجاور لأوكرانيا.
وسلطات هذه الجمهورية السابقة، في حالة تأهب على خلفية توتر متزايد مع موسكو، فيما تقول واشنطن: إن روسيا تسعى إلى إقامة حكومة موالية لها في هذا البلد. وإثر مداهمات جرت، مساء السبت، تم استجواب 25 رجلاً ووضع سبعة آخرون قيد الحجز الاحتياطي، كما أعلن قائد الشرطة فيوريل سيرناوتيان خلال مؤتمر صحفي.
ولفت إلى أن أحد الشرطيين تمكّن من التسلل إلى المجموعة التي يرأسها رجل روسي مولدافي، مشيراً إلى توفّر «عشر ساعات» من التسجيلات المرئية والصوتية ضده. وأضاف: «وصل أشخاص من روسيا لتأدية دور تدريبي محدّد».
وأوضحت السلطات المولدافية أنها تحرّكت بعدما «تلقّت معلومات عن المجموعة من قبل الاستخبارات الروسية حول تنظيم أعمال لزعزعة الاستقرار في أراضينا من خلال تظاهرات». وحشد حزب الثري الهارب الموالي لروسيا إلهان شور قواته مجدداً في الأسابيع الأخيرة ضدّ الحكومة المولدافية الموالية لأوروبا، وسط تصاعد التوتر بين موسكو وكيشيناو.
ونظّم هذا الحزب عدة تجمعات يُشتبه في أنه دفع للمشاركين من أجل حضورها. وبعد ظهر الأحد، انطلقت تظاهرة جديدة في العاصمة كيشيناو. وتم تعزيز الضوابط على الحدود، فقد منع 182 من الرعايا الأجانب من الدخول خلال الأسبوع بينهم «عنصر محتمل» لمجموعة «فاغنر» شبه العسكرية الروسية كما أفادت الشرطة في بيان.
وشهدت التظاهرة بعض الصدامات في جو متوتر بعدما أدت إنذارات من قنابل منتصف النهار إلى إحداث اضطراب في عمل مطار كيشيناو.
وتجمع آلاف الأشخاص أمام البرلمان وحاولوا الوصول إلى مقر الحكومة لكن قوات الأمن أوقفتهم واعتقلت 54 شخصاً.
وطالب العديد من المولدافيين الذين يعانون من ارتفاع أسعار الطاقة ب«استقالة» الرئيسة الموالية لأوروبا مايا ساندو وسط هتافات «فلتسقط الدكتاتورية!».
وقالت إيرينا (62 عاماً) المتحدرة من بلدة قريبة من منطقة ترانسنيستريا الانفصالية الموالية لروسيا في شرق مولدافيا: «مع معاشاتنا البائسة، الشتاء كان قاسياً. لا أحد يأتي لرؤيتنا ولا أحد يستمع إلينا». وقالت متظاهرة أخرى: «من المفترض أن نكون ديمقراطية. لقد جئنا إلى هنا سلمياً، ليس لدينا سكاكين أو قنابل».
من جهتها، قالت مارينا توبر وهي نائبة عن حزب شور أن ساندو تريد «جر مولدافيا الى الحرب».
واتّهمت الولايات المتحدة روسيا بمحاولة زعزعة استقرار مولدافيا، خصوصاً عبر استخدام الاحتجاجات في الشوارع، سعياً لتولي حكومة موالية لموسكو السلطة في نهاية المطاف. وأشار الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إلى أن الولايات المتحدة تكثف عملية تبادل المعلومات حول النشاطات الروسية في البلاد مع مولدافيا «حتى تتمكّن من إجراء مزيد من التحقيقات وتعطيل الخطط الروسية».