واشنطن – رويترز
طالبت موسكو، الأربعاء، واشنطن بالابتعاد تماماً عن مجالها الجوي بعد تحطم طائرة مسيّرة أمريكية، اعترضتها طائرتان روسيتان، في البحر الأسود، في أول مواجهة مباشرة معلنة بين القوتين العظميين منذ العملية الروسية على أوكرانيا.
وتتبادل واشنطن وموسكو الاتهامات بشأن الحادث الذي وقع في المجال الجوي الدولي بالقرب من أراضٍ تقول روسيا إنها ضمتها من أوكرانيا. وقالت موسكو: إن ذلك يدل على أن الولايات المتحدة تشارك بشكل مباشر في الحرب، بينما وصفت واشنطن الحادث بأنه عمل متهور من جانب روسيا.
وقالت موسكو: إنها ستحاول انتشال حطام الطائرة المسيّرة من البحر. وقالت واشنطن: إنه ربما لا يُنتشل أبداً وإنه جرى اتخاذ خطوات لضمان ألا تحصل روسيا على معلومات استخباراتية من الحطام.
وقال نيكولاي باتروشيف أمين مجلس الأمن الروسي: «يواصل الأمريكيون القول إنهم لا يشاركون في العمليات العسكرية. هذا أحدث تأكيد على أنهم مشتركون بشكل مباشر في هذه الأنشطة، في الحرب».
وقال الجيش الأمريكي: إن الحادث نجم عن تصادم في الجو بعد أن اقتربت مقاتلتان روسيتان من طراز (سو-27) من إحدى طائراتها المسيّرة من طراز (إم.كيو-9) ريبر، وكانت في مهمة استطلاع فوق المياه الدولية. وذكرت واشنطن أن المقاتلتين اقتربتا من الطائرة المسيّرة وسكبتا الوقود عليها قبل أن تحطم إحداهما مروحة الطائرة المسيّرة لتسقط في البحر.
وقال جيمس بي. هيكر قائد القوات الجوية الأمريكية في أوروبا: «هذا الحادث يدل على نقص الكفاءة إضافة إلى الافتقار إلى قواعد السلامة والاحترافية».
وصرّح المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي بأن المسؤولين الأمريكيين أبلغوا السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف أن على موسكو توخي المزيد من الحذر، وقال: «رسالتنا: لا تفعلوا ذلك مجدداً».
ونفت موسكو وقوع تصادم، وقالت: إن الطائرة المسيّرة تحطمت بعد «مناورات خطرة». وأضافت أن الطائرة حلقت «عمداً وبشكل استفزازي» بالقرب من المجال الجوي الروسي مع إغلاق أجهزة الإرسال، وسارعت موسكو بالدفع بالمقاتلتين لتحديد هويتها.
وقال أنتونوف في بيان: إن «النشاط غير المقبول للجيش الأمريكي بالقرب من حدودنا يثير القلق»، متهماً واشنطن باستخدام طائرات مسيّرة «لجمع المعلومات الاستخباراتية التي تستخدمها كييف فيما بعد لضرب قواتنا المسلحة وأراضينا».
وأضاف: «دعونا نطرح سؤالاً: إذا ظهرت، على سبيل المثال، طائرة مسيّرة بالقرب من نيويورك أو سان فرانسيسكو، كيف سيكون رد فعل القوات الجوية والبحرية الأمريكية؟». ودعا واشنطن إلى «الكف عن القيام بطلعات جوية قرب الحدود الروسية». وقال الكرملين: إنه لا توجد اتصالات رفيعة المستوى مع واشنطن بشأن الحادث. وأفاد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأن العلاقات الثنائية «في حالة مؤسفة للغاية».
من ناحيتها، قالت كييف: إن الحادث يظهر أن موسكو مستعدة «لتوسيع نطاق الصراع» لجر دول أخرى. وكتب أوليكسي دانيلوف أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني على «تويتر»، أن روسيا تزيد المخاطر، لأنها تواجه «حالة الهزيمة الاستراتيجية» في أوكرانيا.
وتجري الولايات المتحدة طلعات استطلاع منتظمة في المجال الجوي الدولي بالمنطقة. وقدمت دعماً بعشرات مليارات الدولارات لأوكرانيا في صورة مساعدات عسكرية، لكنها تقول: إن قواتها لم تشارك بشكل مباشر في الحرب، وهو ما تصوره موسكو على أنه صراع في مواجهة القوة المشتركة للغرب.