بيروت – «الخليج»، وكالات:
أنهى القضاء اللبناني، بحضور الوفد القضائي الأوروبي، أمس الجمعة، الاستماع إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي وصف الجلسة بالجيدة، ونفي أمام المحققين تحويل أموال من المصرف المركزي إلى حساباته، مشدداً على أنه حضر الجلسة كمستمع إليه لا كمشتبه به ولا كمتهم، وأكد الأدلة والوثائق التي قدمتها للقضاء، مشدداً على أن الأوطان لا تبنى على الأكاذيب، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى اللقاء السعودي الفرنسي في العاصمة الفرنسية باريس الذي سيقارب الملف اللبناني بكل تشعباته، لاسيما الاستحقاق الرئاسي الذي لم يشهد أي تطور على الصعيد الداخلي، فيما ارتفع سعر صرف الدولار ليصل إلى مستوى قياسي جديد مسجلاً 108,500 ليرة.
وأوضح سلامة في بيان بختام جلسة استماع استمرت أكثر من ثلاث ساعات أنه حضر الجلسة بصفته «مستمَعاً إليه وليس مشتبَهاً به ولا متهماً».
وشدد على أن «حسابه الشخصي في مصرف لبنان غير مرتبط بالحسابات التي تودع فيها الأموال العائدة إلى المصرف» مضيفاً «لم تُحول إلى حسابي أي أموال من مصرف لبنان». وأكد أن «التحويلات إلى الخارج الخاصة بي، ومهما بلغت، مصدرها حسابي الشخصي».
وتركز التحقيقات الأوروبية على العلاقة بين مصرف لبنان وشركة «فوري أسوشييتس» المسجلة في الجزر العذراء، ولها مكتب في بيروت، والمستفيد الاقتصادي منها شقيق الحاكم رجا سلامة. ويُعتقد أن الشركة لعبت دور الوسيط لشراء سندات خزينة ويوروبوند من مصرف لبنان عبر تلقي عمولة اكتتاب، تم تحويلها إلى حسابات رجا سلامة في الخارج. لكن حاكم المصرف المركزي قال في بيانه، أمس الجمعة «المبالغ الدائنة المدونة في حساب المقاصة المفتوح لدى مصرف لبنان والذي حُولت منه عمولات إلى فوري، كانت قد سُددت من أطراف أخرى». وتابع «لم يدخل إلى هذا الحساب أي مال من مصرف لبنان». وندد سلامة بما وصفه بسوء نية وتعطش للادعاء عليه منذ أكثر من عامين، عبر تقديم إخبارات ضده في لبنان وخارجه. واعتبر سلامة أن ملاحقته تأتي في سياق عملية سياسية وإعلامية «لتشويه» صورته. وأكد أنه جمع ثروته من عمله السابق طوال عقدين في مؤسسة «ميريل لينش» المالية العالمية ومن استثمارات في مجالات عدة. وأشار إلى أن مدنيين وصحفيين ومحامين يدعون أنهم قضاة يحاكمون ويحكمون بناء على وقائع قاموا بفبركتها. وواكبهم بعض السياسيين من أجل الشعبوية اعتقاداً منهم أن هذا الأمر يحميهم من الشبهات والاتهامات أو أنه يساعدهم على «التطميش» عن ماضيهم أو يعطيهم عذراً لإخفاقاتهم في مواجهة وحل الأزمة، ناسين أن الأوطان لا تبنى على الأكاذيب. وغادر القضاة الأوروبيون أيضاً على أن يعودوا إلى بيروت في إبريل/نيسان المقبل لمتابعة تنفيذ الاستنابات القضائية والاستماع إلى كل من رجا سلامة شقيق الحاكم ومساعدته ماريان الحويك.
من جهة أخرى، اتجهت الأنظار إلى باريس التي استضافت في قصر الإليزيه لقاء فرنسياً سعودياً للبحث في ملف لبنان، استكمالاً للقاء باريس للدول الخمس الذي عقد في السادس من شباط/فبراير الماضي، علماً بأن فرنسا لا تعارض وصول رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجيه إلى رئاسة الجمهورية الذي لا تزال أسهمه مرتفعة، خاصة بعد الاتفاق السعودي الإيراني، وفي ظل تمسك ثنائي «أمل وحزب الله» بترشيحه، حيث يراهن هذا الثنائي على دور فاعل لفرنسا في هذا المجال.
إلى ذلك، استمر سعر صرف الدولار بالارتفاع السريع في السوق السوداء، خلال تداولات أمس، ليصل إلى مستوى قياسي جديد مسجلاً 108,500 ليرة للدولار الواحد.