حذّر خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تقريرهم الجديد، الذي نُشر الاثنين، من أن السنوات الأكثر حرا التي شهدها العالم أخيرا ستكون من أبرد الأعوام خلال جيل، بغض النظر عن مستويات انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن النشاط البشري.
وقال العالم في خدمة الأحوال الجوية البريطانية وأحد المؤلفين الرئيسيين للتقرير كريس جونز: “العالم اليوم أكثر برودة من عالم الغد، على الأقل لعقود مقبلة”.
تعبيرية
يأتي ذلك فيما حذر خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الاثنين في تقريرهم الجديد من أنه سيصل الاحترار العالمي الناجم عن النشاط البشري إلى 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية اعتبارا من السنوات 2030-2035.
وهذا التوقع صالح في كل السيناريوهات تقريبا لانبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن النشاط البشري على المدى القصير، مع اعتبار تراكمها خلال القرن ونصف القرن الماضي. لكنّ “تخفيضات عميقة وسريعة للانبعاثات (…) من شأنها أن تؤدي إلى تباطؤ واضح في ظاهرة احترار المناخ في حوالي عقدين”، وفق ما جاء في التقرير.
تعبيرية
هذا وقالت لجنة عليا من العلماء في الأمم المتحدة، اليوم الاثنين، إن البشرية ما زالت لديها فرصة أخيرة لمنع أسوأ أضرار تغير المناخ في المستقبل.
وذكرت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن القيام بذلك يتطلب خفضا سريعا للتلوث الكربوني واستخدام الوقود الأحفوري بنحو الثلثين بحلول عام 2035. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ذلك الأمر بطريقة أكثر صراحة، حيث دعا إلى إنهاء التنقيب عن الوقود الأحفوري الجديد وتخلي الدول الغنية عن استخدام الفحم والنفط والغاز بحلول عام 2040.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: “البشرية على جليد رقيق – وهذا الجليد يذوب بسرعة. عالمنا يحتاج إلى عمل مناخي على جميع الجبهات”.
وتصعيدا لمناشداته للعمل بشأن الوقود الأحفوري، لم يدعُ غوتيريش إلى “عدم وجود فحم جديد” فحسب، بل دعا أيضا إلى إلغاء استخدامه في البلدان الغنية بحلول عام 2030 والدول الفقيرة بحلول عام 2040. وحث على توليد الكهرباء الخالية من الكربون في العالم المتقدم بحلول عام 2035، مما يعني عدم وجود محطات طاقة تعمل بالغاز أيضا