- رهان على «الفريق» ولا مكان للنجم الواحد
دبي: علي نجم
يندرج تربع شباب الأهلي فوق قمة الترتيب العام لدوري أدنوك للمحترفين بين المنطق والمفاجأة، فلم يكن بعض المراقبين يتوقع أن يدخل الفريق الأحمر دائرة الصراع على اللقب، خاصة أن إدارة النادي وجهت بوصلتها نحو التعاقد مع مدرب «عالمي» بإبرام صفقة البرتغالي جارديم الذي عرف النجاح والمجد في فرنسا مع موناكو، قبل أن يحصد اللقب القاري الآسيوي مع الهلال السعودي.
الخطوات التالية في القلعة الحمراء، كانت خجولة، فقد غابت الصفقات الرنانة والتعاقدات الكبيرة، بل إن دخول الفريق في «الميركاتو» الشتوي على صعيد اللاعبين الأجانب كان صدمة للبعض، وبلغ صفر تعاقدات، ورغم ذلك تربع «الفرسان» على الصدارة وكان نجم ال20 جولة الماضية.
في رصد دقيق لمسيرة الفرسان بعد 20 جولة على بداية الموسم، يتضح حجم التحول الكبير الذي مر به الفريق هذا الموسم مع المدرب البرتغالي الذي نجح في كسب الرهان على «الفريق» وليس على أفراد أو نجم واحد.
صدمة ثم قفزة
كانت بداية شباب الأهلي في المسابقة صادمة إلى حد كبير، ذلك أن الفريق مني بالخسارة الأولى من المرحلة الأولى على أرضه وبين جماهيره أمام الشارقة، قبل أن يعود ويتجرع مرارة الهزيمة الثانية مع بلوغ المرحلة الرابعة حين سقط أمام الظفرة في ملعب حمدان بن زايد بثلاثة أهداف مقابل هدفين، قبل أن يكمل سلسلة الخيبات بالسقوط على أرضه بالتعادل السلبي أمام اتحاد كلباء، ليجد نفسه سابعاً في جدول الترتيب.
مع نهاية الثلث الأول من مرحلة الذهاب، بدا ترشيح «الفرسان» للمنافسة على اللقب ضرباً من الخيال، مع اتساع الفارق إلى 6 نقاط بينه وبين الشارقة المتصدر.
لكن ما حدث، منذ بداية المرحلة السادسة، مثّل نقطة التحول الكبير، فحقق الفريق 6 انتصارات على التوالي، أسهمت في تربعه فوق القمة مع نهاية المرحلتين العاشرة والحادية عشرة.
تعثر جديد
كان التعثر في المرحلة 12 في استاد راشد أمام بني ياس المتواضع هذا الموسم، حجر عثرة للفريق الأحمر، فخسر الفريق الصدارة وتراجع إلى الوصافة.
عاد فريق الفرسان ليقول كلمته في منذ بداية عام 2023، فخاض الفريق منذ يناير الماضي ولغاية مارس الحالي 8 مباريات، حقق خلالها 6 انتصارات على حساب عجمان ودبا الفجيرة واتحاد كلباء والجزيرة وخورفكان، وتعادلين في ملعبي الشارقة والوحدة.
وراهن المدرب البرتغالي ليوناردو جارديم في بلوغ مرمى المنافسين على أداء الفريق الجماعي، وكان القادمون من الخلف أو حتى من «دكة البدلاء» لهم كلمة الحسم في الفوز بالمباريات.
ويمتلك شباب الأهلي في قائمة الهدافين (14 لاعباً)، كانت حصيلتهم 39 هدفاً، بينما سجل الفريق 3 أهداف بنيران صديقة، ليكون خلف الوحدة الذي يمتلك في سجله أكبر عدد من المسجلين برصيد 15 لاعباً.
ومع بلوغ المرحلة 20، يتضح أن شباب الأهلي لا يمتلك في تشكيلته لاعباً بلغ حاجز ال10 أهداف (كارتابيا سجل 9 أهداف)، بينما اكتفى السوري عمر خربين بتسجيل 7 أهداف.
أما الرهان الكبير لدى المدرب، فتمثل في دكة البدلاء التي خاض بها معارك البقاء في صلب الصراع على المنافسة، رغم كم الإصابات التي عاناها الفريق وافتقد بسببها عدداً كبيراً من اللاعبين في كل مباراة.
وشارك مهاجم الفريق السوري عمر خربين في 16 مباراة، مقابل 15 مباراة للأرجنتيني كارتابيا، بينما خسر خدمات البرازيلي «المقيم» إيغور جيسوس في 9 جولات، ولم يشارك في 11 مباراة (9 مباريات أساسي و2 كبديل)، وجد بها في القائمة سوى ل729 دقيقة فقط.
وشهدت عيادة الفريق وجود قائمة مطولة من اللاعبين طوال الموسم كان آخرهم الظهير الدولي بدر ناصر الذي سيغيب حتى نهاية الموسم الحالي.
الكملة للبدلاء
ومثل اللاعبون البدلاء الورقة الرابحة الدائمة في خيارات المدرب البرتغالي، الذي أحسن استغلال الزج بهم في توقيتات حاسمة من زمن المباريات، لقلب المشهد وصنع الفارق.
ونجح شباب الأهلي في تسجيل 11 هدفاً عبر اللاعبين البدلاء، كان الأول في المرحلة الثانية أمام دبا الفجيرة عبر البرازيلي المقيم يوري سيزار، والأخير في المرحلة 20 عبر سالمين خميس في مرمى خورفكان.
كما برز اللاعب «المقيم» في تشكيلة شباب الأهلي، لينجح الفريق في تسجيل 10 أهداف عن طريق «المقيم» عبر البرازيلي إيغور جيسوس (4 أهداف)، والبرازيلي يوري سيزار (هدفين)، المالي شيكنا دومبيا (هدفان)، وهدف واحد لكل من البرازيلي غوستافو سيلفا والبرازيلي جويلهيرم داسيلفا (1).