أكدت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أهمية المبادرات الهادفة إلى تعزيز التعاون والتبادل العلمي والتقني بين الدول في مجال المياه، وتوفير تقنيات المياه للدول النامية دون قيود وبأسعار تفضيلية، كونها مرتبطة بأساسيات الحياة، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إلى «تغيير المسار» على صعيد إدارة المياه هذا المورد «المشترك الثمين» إزاء النقص المتفاقم.
وأكد بيان دول التعاون، الذي ألقاه مندوب سلطنة عُمان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير محمد بن عوض الحسان نيابة عن دول المجلس خلال مشاركته في مناقشات مؤتمر الأمم المتحدة حول مستقبل المياه في العالم بنيويورك، أنه على الرغم مما تعانيه منطقة الخليج من ظروف بيئية ومناخية صعبة، وأنها من بين أكثر مناطق العالم جفافاً وإجهاداً مائياً، إلا أن ما تحققه من إنجازات لتوفير المياه بشكل مستدام بما يلبي احتياجات الأجيال الحالية واللاحقة، ويواكب النمو السكاني المطرد والتوسع الحضري المتسارع والتنمية الشاملة، يعد مفخرة ودليلاً على الاهتمام الذي توليه حكومات دول مجلس التعاون لتوفير أساسيات العيش الكريم الآمن لمواطنيها.
وأوضح البيان أن 40 % من إنتاج المياه الصالحة للشرب والاستخدام الزراعي والصناعي عبر محطات التحلية يقع في دول مجلس التعاون، هو ما يؤكد تمكن دول المجلس من تحقيق ما نسبته 100 % من هدف التنمية المستدامة المتعلق بإمكانية حصول جميع السكان على مياه شرب وخدمات الصرف الصحي.
وتطرق البيان إلى العديد من المبادرات التي أوجدتها دول مجلس التعاون لتعزيز النظم البيئية، وتلبية الطلب المتصاعد على المياه، وتحقيق كفاءة إمداد المياه، وكفاءة استخدامها، وتدويرها، وإعادة استخدامها، وتقليل نسبة التسرب في شبكات المياه، وزيادة الوعي المجتمعي بأهمية المياه كالاستراتيجية المائية لدول المجلس، ومشروع دراسة جدوى شبكة الربط المائي الخليجي، ومبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، ومركز الشرق الأوسط لتحلية المياه، ومبادرة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لاستخدام الطاقة الشمسية لتحلية مياه البحر، ومبادرة «مصدر» للطاقة المتجددة لتحلية المياه، ومبادرات «كهرماء» في قطر بخصوص التنمية المستدامة، ومبادرة «تثمين المياه» و«ملهمون» في البحرين.
من جهة أخرى، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إلى «تغيير المسار» على صعيد إدارة المياه هذا المورد «المشترك الثمين» إزاء النقص المتفاقم.
وشدد غوتيريس، على أن «المياه وهي الملكية المشتركة الأثمن يجب أن تكون في صلب الأجندة السياسية العالمية» لما لها من تأثير في الصحة والصرف الصحي والنظافة والسلام والتنمية والفقر والأمن الغذائي.
وأضاف: «كل آمال البشرية المستقبلية رهن بطريقة ما بتغيير المسار بالاستناد إلى العلم لبث الحياة في برنامج التحرك من أجل المياه» الذي ارتسمت ملامحه من خلال الالتزامات التي قطعت خلال هذا المؤتمر. وطالب بجهود «تغير الوضع» لكي ينعم جميع سكان العالم بالمياه، مؤكداً أن العالم ليس راهناً بصدد تحقيق أهداف المياه المحددة لعام 2030، ولاسيما الحصول على المياه العذبة والصرف الصحي للجميع.
وقال غوتيريس: «لذا حان الوقت الآن للتحرك» بعدما حمل بقوة الأربعاء على «الاستهلاك المفرط» للبشرية والأزمة المناخية الناجمة عن ذلك. (وكالات)