الشارقة: ضمياء فالح
روت صحيفة «صن» البريطانية قصة لاعب من أيرلندا الشمالية يُدعى جيمي هاستي والذي فقد ذراعه بسن الـ14 وصنع التاريخ في الملعب ثم عمل بمكتب مراهنات وقتل بسن الـ38 أثناء الشغب في البلاد.
ولد هاستي في بلفاست عام 1936 وحصل على عمل في مصنع حبوب، لكن في يومه الأول بالعمل علقت ذراعه بالماكينة وتوجب على الأطباء بترها.
حصل هاستي على تعويض عن الحادث بقيمة 1200 إسترليني وعلى الرغم من الإعاقة فإن هاستي صمم على متابعة حلمه في أن يكون لاعب كرة قدم.
لعب هاستي في العديد من فرق الناشئين في بلفاست قبل أن تنتهي به الحال مع نادي نيوري تاون المنافس بالدرجة الثانية في أيرلندا الشمالية.
كان هاستي مهاجماً فذاً لا يتوقف عن تسجيل هدف تلو الآخر، ما دفع رئيس مجلس إدارة نادي داندالك، جيم مالوني، لطلب التعاقد معه، وقال عضو في مجلس الإدارة: «إنه معجزة بذراع واحدة»، ليرفض المجلس بعد التصويت.
الرئيس مالوني رفض الاستسلام واشترى هاستي من جيبه الخاص وبذل جهداً خرافياً لإقناع الإدارة والمدرب بإشراكه في المباريات.
تقول المذكرات إن نصف سكان المدينة جاؤوا إلى الملعب للتأكد من شائعات المهاجم بذراع واحدة، وبالفعل شارك وسجل ودفعت مهاراته في شق خطوط الدفاع الجميع للانبهار.
وعلق زميل هاستي في خط الهجوم، فرانسي كالان قائلاً: «ليس من السهل أن تكون لاعب كرة بذراع واحدة، فالذراع تستخدم في الجري والحركة والتوازن، لكن جيمي كان يلعب وكأنه بذراعين».
كابتن الفريق السابق جون ميرفي قال: إن هاستي كان يستغل ذراعه المبتورة في الضغط على لاعب الخصم من دون الحصول على بطاقة ويضيف: «أيرلندا كلها كانت تريد مشاهدة المهاجم بذراع واحدة».
ابن مالوني، بادي، كشف عن حركة كان يقوم بها مع أصدقائه وهي إخفاء إحدى الذراعين تحت القميص، لتقليد البطل ويضيف: «لم نكن نعتبر جيمي هاستي معاقاً، كان فقط لاعباً كبيراً وأسطورة».
سجل هاستي 103 أهداف في 6 مواسم، وأنهى صيام 30 عاماً للنادي عن الألقاب بلقب الدوري عام 1963 أهله لخوض كأس أوروبا أمام زيوريخ.
دخل هاستي التاريخ بتسجيله هدفاً وصنع آخر وجعل فريقه أول فريق من أيرلندا الشمالية يفوز في سويسرا 2-1 ذهاباً لكنه خسر في الإياب. بعد تجربة قصيرة في دروجهيدا بين عامي 1966-1967 اعتزل هاستي اللعب وبدأ حياة جديدة في بلفاست، تزوج صديقة طفولته مارجريت التي أنجبت له ولدين: بول ومارتن كما حصل على وظيفة في مكتب مراهنات.
في صبيحة 11 أكتوبر/ تشرين الأول 1974 كان هاستي متوجهاً لعمله عندما توقفت سيارة خلفه وأطلق أحد ركابها 3 رصاصات على ظهر المهاجم المعجزة لينهي حياته غدراً.
في سجل ضحايا العنف يحمل هاستي الرقم 1205 وسبب مقتله حزناً كبيراً للرئيس مالوني ويقول ابنه بادي: «كانت تلك المرة الأولى التي أرى فيها والدي باكياً».
عائلة اللاعب صدمت من مقتله، لكن ابنه بول حقق حلم حياته برؤية والده لاعباً. ومنذ 2015 أنتجت 3 أفلام وثائقية عن هاستي آخرها تم بثه على تلفزيون يويفا في مارس/ آذار 2023.
وقال بول بعد مشاهدة والده في أيام مجده: «رؤيته وهو يلعب يعني أن ما قالته أمي عنه لم يكن قصة خيالية. كان الوثائقي مدهشاً، كأنه 100 هدية عيد ميلاد في وقت واحد».