يدخل حمزة يوسف التاريخ السياسي، ليس بالمملكة المتحدة فقط، ولكن في الغرب عموماً، كأول مسلم يتزعم فيه بلداً غربياً كرئيس للوزراء، مثلما كان عام 2012، أول أول مسلم يتبوّأ منصباً وزارياً في اسكتلندا، وهو كذلك أصغر زعيم يترأس الحزب الوطني الاسكتلندي.
وخلال عقد من الزمان، تحول اسم يوسف، ذي الأصول الباكستانية، إلى رقم مهم في المعادلة السياسية الاسكتلندية. وقد ولد حمزة يوسف في مدينة غلاسكو في السابع من إبريل عام 1985، والده هو مظفر يوسف، المتحدر من ولاية البنجاب في باكستان، وهاجر رفقة أسرته إلى اسكتلندا سنة 1960، أما والدته فهي شايتسا بوتا التي ولدت في كينيا وتنحدر من أسرة من جنوب آسيا، وهاجرت هي الأخرى رفقة أسرتها إلى اسكتلندا واشتغلت هناك في مجال المحاسبة.
وخلال دراسته الجامعية، ترأس يوسف جمعية الطلبة المسلمين في جامعة غلاسكو، إضافة لكونه عضو اتحاد طلبة الجامعة، وهناك اكتسب خبرة في الخطابة والمشاركة في الأنشطة العامة، والترافع باسم الطلبة المسلمين. وحصل على الماجستير في العلوم السياسية سنة 2007.
شارك في العديد من الحملات الخيرية، لجمع التبرعات لمساعدة المحتاجين والأحياء الفقيرة، وتطوع في إذاعة محلية لمدة 11 عاماً من أجل جمع التبرعات والمساعدات الغذائية والملابس لطالبي اللجوء والأشخاص من دون مأوى.
دخل يوسف غمار العمل السياسي من بوابة البرلمان، بعمله مساعداً للنائب البرلماني بشير أحمد الذي كان أول نائب برلماني مسلم في اسكتلندا سنة 2007، وتوفي بعد وصوله للبرلمان بأشهر. ثم انتقل لاحقاً للعمل مساعداً لرئيسىة الوزراء المستقيلة نيكولا ستورجن التي كانت حينها من أهم الشخصيات بالبلاد، وكانت هذه المرحلة انطلاقة لعلاقة سياسية قوية بينهما، ستظهر بعدها بتقلد يوسف عدداً من المناصب الوزارية المهمة.
ومن بين الخطوات التي ساعدت يوسف في تعزيز خبرته السياسية استفادته سنة 2008 من برنامج «المنحة الدولية للقيادة» الذي تنظمه الخارجية الأمريكية، وبعدها سنة 2009 فاز بجائزة «شباب الأقليات» في اسكتلندا.
وفي عام 2011، تم انتخاب يوسف في البرلمان وعمره 26 عاماً عن منطقة غلاسكو، ليكون بذلك أصغر مرشح يتم انتخابه في البرلمان، ولفت الأنظار عندما أدى القسم بالإنجليزية ثم الأوردية دلالة على هويته الإنجليزية الباكستانية، واشتغل في لجنة العدل بالبرلمان. ويوسف أب لطفلة ومتزوج من ممرضة مسلمة، ويعيش رفقة أسرته في مدينة غلاسكو. (وكالات)