وصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن المقترحات الداعية إلى وقف إطلاق نار فوري في أوكرانيا، بأنها قد تكون «فخاً ساخراً» من شأنه أن يجمد الصراع، فيما تستعد لجنة الموازنة في البوندستاغ الألماني لإقرار زيادة كبيرة في المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وستصوت اللجنة على تخصيص مبلغ إجمالي قدره 12 مليار يورو إضافي إلى جانب 3 مليارات تعهدت بها سابقاً.
وقال بلينكن، خلال اجتماع افتراضي مع نظراء أجانب له حول آفاق تحقيق «سلام عادل ودائم في أوكرانيا»، أمس الثلاثاء، «ما يبدو أمراً جذاباً ظاهرياً – ومن لا يريد إسكات البنادق؟ – يمكن أن يتحول إلى فخ ساخر يجب أن نكون حذرين جداً بشأنه».
وأضاف: «أعتقد أننا جميعاً بحاجة إلى أن نكون على دراية وحذر مما يبدو أنها جهود حسن النية، مثل الدعوات إلى وقف إطلاق النار، ولكن في الواقع من شأنها تجميد الصراع، والسماح لروسيا بتعزيز مكاسبها، وشراء الوقت ببساطة للراحة وإعادة ملء مخزونها وشن هجوم مرة أخرى».
ولا تخفي السلطات الأمريكية موقفها السلبي تجاه خطة السلام الصينية التي تتضمن هدنة روسية أوكرانية، وتطالب كييف والغرب بانسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية السابقة التي انضمت إلى روسيا، بينما تدعو موسكو إلى مفاوضات على أساس قبول «الوقائع الجديدة على الأرض».
في الأثناء، أفاد مصدر في مجلس النواب الألماني، أمس الثلاثاء، لوكالة الصحافة الفرنسية بأنّ لجنة الموازنة بالبوندستاغ ستقرّ اليوم الأربعاء زيادة كبيرة في المساعدات العسكرية الألمانية لأوكرانيا.
وستصوّت اللجنة على تخصيص مبلغ إجمالي قدره 12 مليار يورو ستتوزّع في آن معاً على تزويد كييف بإمدادات عسكرية وعلى إعادة ملء مخازن الجيش الألماني بالأسلحة والذخيرة بعدما أُفرغ قسم كبير من هذا المخزون خلال العام الماضي لمدّ كييف بالأسلحة والذخيرة. وإذا ما أقرّت اللجنة هذا التمويل، كما هو متوقّع، فإنّ حجم المساعدة الألمانية لأوكرانيا سيقفز من 3 مليارات جرى التعهّد بها حتى الآن، إلى نحو 15 مليار يورو، بما في ذلك المبالغ التي سيجري استخدامها لإعادة ملء مخازن الجيش الألماني.
وستعرض وزارة المالية على النواب، صباح اليوم، عدداً من المقترحات في هذا الاتجاه. وحسب المصدر نفسه فإنّ الجيش الألماني سيتمكّن من الاستفادة من جزء من هذه المخصّصات الجديدة، اعتباراً من هذا العام.
ومنذ بدأ الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022، انخرطت ألمانيا في سياسة طموحة لإعادة التسلّح.
وبعيد أيام من بدء الهجوم وعد المستشار الألماني أولاف شولتز بتخصيص 100 مليار يورو لسدّ الثغرات العديدة التي يعانيها البوندسفير، لكنّ هذه الأموال الموعودة لم يجرِ الإفراج عنها بعد.