القاهرة: الخليج- وكالات
اتفقت مصر وسوريا، أمس السبت، على تعزيز التعاون والعلاقات بينهما في مختلف الجوانب، وذلك خلال أول زيارة رسمية يقوم بها وزير خارجية سوري إلى القاهرة منذ 12 عاماً وتمثل قوة دفع كبيرة لعودة دمشق إلى محيطها العربي، كما تفتح الباب لاتصالات أوسع ومحادثات تمهد لعودتها إلى الجامعة العربية.
وعانق وزير الخارجية المصري سامح شكري نظيره السوري فيصل المقداد، لدى وصوله إلى مقر وزارة الخارجية في القاهرة، حيث جددت مصر دعمها الكامل لجهود التوصل إلى تسوية سياسية شاملة، للأزمة السورية في أقرب وقت، بملكية سورية وبموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254 تحت رعاية الأمم المتحدة، مؤكدة مساندتها لجهود المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ذات الصلة، وعلى أهمية استيفاء الإجراءات المرتبطة بتحقيق التوافق الوطني بين الأشقاء السوريين وبناء الثقة، ومواصلة اجتماعات اللجنة الدستورية السورية.
وقالت الخارجية المصرية في بيان: إن الوزيرين «اتفقا على تكثيف قنوات التواصل بين البلدين على مختلف الصعد خلال المرحلة القادمة بهدف تناول القضايا والموضوعات التي تمس مصالح البلدين».
وقال شكري، خلال مؤتمر صحفي عقده بعد انتهاء جلسة المباحثات التي جمعته مع المقداد، إن التسوية السياسة الشاملة للأزمة السورية، من شأنها أن تضع حداً للتدخلات الخارجية في الشؤون السورية، وتضمن استعادة سوريا لأمنها واستقرارها الكاملين، وتحفظ وحدة أراضيها وسيادتها، وتصون مقدرات شعبها، وتقضي على جميع صور الإرهاب والتنظيمات الإرهابية دون استثناء، وتتيح العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين، بما يرفع المعاناة عن الشعب السوري الشقيق وينهي أزمته الممتدة، الأمر الذي سيعزز من عناصر الاستقرار والتنمية في الوطن العربي والمنطقة.
ومن جانبه، ثمن المقداد، الدور الداعم والمساند الذي لعبته مصر على مدار سنوات الأزمة، التي شهدتها بلاده منذ 2011، معرباً عن تطلعه لأن تشهد المرحلة المقبلة المزيد من التضامن العربي مع سوريا، كي تتمكن من تجاوز أزمتها وتضطلع بدورها التاريخي الداعم لقضايا أمتها العربية.
وقال مصدر أمني مصري، طلب عدم ذكر اسمه، إن الزيارة تهدف إلى إرساء خطوات لعودة سوريا إلى الجامعة العربية. وعلقت الجامعة العربية،عضوية سوريا عام 2011 وسحبت دول عربية كثيرة مبعوثيها من دمشق.
وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد إن محادثات الوزيرين «تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل دفعها وتعزيزها، إضافة إلى عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».
وأكد المتحدث باسم الخارجية أنه «على ضوء ما يربط بين البلدين من صلات أخوة وروابط تاريخية، وما تقتضيه المصلحة العربية المشتركة من تضامن وتكاتف الأشقاء في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة، فقد تناولت المباحثات سبل مساعدة الشعب السوري على استعادة وحدته وسيادته على كامل أراضيه ومواجهة التحديات المتراكمة والمتزايدة، بما في ذلك جهود التعافي من آثار زلزال السادس من فبراير، المدمر، إضافة إلى جهود تحقيق التسوية السياسية الشاملة للأزمة السورية».
وزار شكري سوريا وتركيا في فبراير في أعقاب الزلازل هناك، وجدد، أمس السبت، تعهده بدعم الضحايا. وأعقبت تلك الزيارة اتصالاً أجراه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنظيره السوري بشار الأسد إثر الزلزال، كان الأول بين الرجلين منذ تولي السيسي السلطة في مصر عام 2014.
وبخلاف دول عربية عدة، أبقت مصر سفارتها مفتوحة في دمشق طوال سنوات النزاع، لكنها خفّضت مستوى التمثيل الدبلوماسي وعدد أفراد بعثتها.