أعلنت قوات فاغنر الروسية العسكرية الخاصة أنها تتقدم نحو مركز مدينة باخموت، وأعلنت السلطات الأوكرانية عن سقوط قتلى وجرحى في قصف صاروخي روسي لبلدة قريبة من المدينة، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها قتلت نحو 400 جندي، وأحبطت محاولات استطلاع وتخريب، وفيما أكد الرئيس الأوكراني أن قواته «ستواصل النضال من أجل استقلال أوكرانيا»، أصدرت السلطات استراتيجية جديدة لاستعادة شبه جزيرة القرم اعتبرتها موسكو«مجرد عواء نازي».
في مركز باخموت
وقال رئيس مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين، إن قواته رأس الرمح في الهجوم على باخموت المحاصرة، تتقدم في عمق المدينة، وقال جهازه الإعلامي على «تليغرام»، إن الوحدات المقاتلة للمجموعة تخوض معارك حاسمة في مركز باخموت لإكمال السيطرة على المدينة.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن قواتها في محور دونيتسك، صفت أكثر من 210 من العسكريين والمرتزقة الأوكرانيين، ودمرت مدافع هاوتزر من طراز «مستا-بي». وفي محوري جنوب دونيتسك وزابوريجيا، تم تدمير مجموعتين من مجموعات التخريب والاستطلاع التابعة للقوات الأوكرانية، وتمت تصفية أكثر من 40 جندياً أوكرانياً، وتدمير مدافع هاوتزر «دي 30»، و«دي 20»، ورادار مضاد للبطارية من صنع أمريكي.
إلى جانب ذلك أفادت وزارة الدفاع الروسية بإسقاط وتدمير11 مسيّرة أوكرانية في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، وفي خيرسون وخاركيف، وتصفية 145 مسلحاً أوكرانياً، وإحباط محاولات 6 مجموعات استطلاع وتخريب، وسط تقدم القوات الروسية في محاوركوبيانسك وكراسني-ليمانسك وخيرسون.
هجوم صاروخي
وقُتل ستة أشخاص، أمس الأحد، في قصف صاروخي روسي استهدف ناحية مكتظة سكانياً، في مدينة كوستيانتينيفكا، في الشرق الأوكراني. وأعلنت النيابة العامة مقتل ثلاث نساء، وثلاثة رجال، وإصابة ثمانية أشخاص. وقالت الشرطة إن الضربة استهدفت «16 مبنى سكنياً، وثمانية منازل ودار حضانة ومبنى إدارياً وثلاث سيارات وخطاً لأنابيب الغاز».
وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس حفرة كبيرة في فناء برج مؤلف من 14 طابقاً تكسّر زجاج نوافذه، كما دُمّرت سقوف منازل مجاورة. وقالت شرطة منطقة دونيتسك إن روسيا أطلقت صواريخ من طرازي إس-300، وأوراغان في «هجوم كبير» تخلّلته ست ضربات. تقع كوستيانتينيفكا على بعد نحو 27 كلم من مدينة باخموت حيث تدور أعنف المعارك.
وقُتل متطوع فرنسي في أوكرانيا، قبل أسبوع، حسبما أعلنت وزارة خارجية بلاده، مؤكدة معلومات أوردتها صحيفة لوموند. وأفادت الصحيفة الفرنسية بأن «شخصاً يدعى «تي» مات قبل أسبوع». وقالت الخارجية الفرنسية لوكالة فرانس برس «علمنا بالخبر المحزن. نقدم تعازينا إلى العائلة التي تتواصل معها الدوائر المختصة في الوزارة». الأسبوع الماضي أبلغت الوزارة أيضاً عن مقتل كيفن د. في باخموت، وهو عامل إنساني سابق غادر منذ أكثر من عام للقتال إلى جانب الأوكرانيين.
مواصلة النضال
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأحد، أن أوكرانيا صدّت منذ عام قرب كييف «أكبر قوة معادية للإنسانية»، في الذكرى الأولى للعثور على جثث مدنيين في بوتشا. وكتب زيلينسكي على تليغرام «يا شعب أوكرانيا، لقد أوقفتم أكبر قوة معادية للإنسانية في عصرنا. أوقفتم القوة التي تحتقر كل ما يعطي معنى للإنسان وتسعى لتدميره»، مرفقاً منشوره بصور لتحرير المنطقة قبل عام. وأضاف «سنحرّر جميع أراضينا. سنعيد رفع العلم الأوكراني في جميع مدننا وبلداتنا»، في وقت لا تزال روسيا تسيطر على أكثر من 18% من الأراضي الأوكرانية.
من جهته، أكد القائد العام للجيش الأوكراني، فاليري زالوجني، أمس الأحد، على تليغرام أن أوكرانيا «ستواصل النضال من أجل استقلالها».
استراتيجية استرداد القرم
ونشرت أوكرانيا، امس الأحد، استراتيجية إنهاء احتلال القرم، من 12 نقطة، من بينها تدمير جسر القرم، وتطهير السكان، وطرد فوري لكل السكان القادمين إلى القرم بعد عام 2014.
ونشر أمين مجلس الأمن الوطني والدفاع الأوكراني، ألكسي دانيلوف، امس الأحد، في صفحته على «فيسبوك» 12 خطوة ل «إنهاء احتلال القرم» شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا إليها في 2014.
ويوجد من بين هذه الخطوات اقتراح حول إعادة تسمية مدينة سيفاستوبول إلى «الكائن رقم 6»، وفيما بعد ربما إلى مدينة أختيار، الإضافة إلى «تدمير جسر القرم». كما هدد سكان القرم بأعمال تطهير، وكذلك بالطرد الفوري لكل السكان القادمين إلى القرم بعد عام 2014.
من جهته، اعتبر نائب مجلس الدوما الروسي، دميتري بيليك، أن مدينة سيفاستوبول ستحمل اسمها التاريخي دائماً، واصفا خطط كييف لإعادة تسميتها إلى «الكائن رقم 6» بأنها «عواء للنازيين الأوكرانيين».
وفي تعليقه على «النسخة الجديدة لاستراتيجية إنهاء احتلال القرم»، عبّر النائب عن اعتقاده بأنه من الممكن صياغة كتاب من أقوال دانيلوف التي يتميز كل منها بالوقوف على وشك الجنون والغباء. وتساءل: «من هو هذا الشخص: هاو أم مجرد شعبوي؟ على ما يبدو سنعرف ذلك قريباً. ومن المرجح أن تختفي هذه الشخصية فوراً بعد انتهاء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا».(وكالات)