أعرب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن ارتيابه، أمس الأول الثلاثاء، بشأن لائحة الاتهام الموجهة إليه، حيث حشد أنصاره في مقر إقامته في فلوريدا ليدلي بتصريحاته العلنية الأولى منذ اتهامه بدفع مبالغ مالية لشراء صمت نجمة الأفلام ستورمي دانيالز. كما شن هجوماً لاذعاً على الديمقراطيين والرئيس الحالي جو بايدن وقضاء نيويورك.
وبعد أن كرر مقولته إن الولايات المتحدة «ذاهبة إلى الجحيم»، قال ترامب «لم أتخيل أن شيئاً كهذا يمكن أن يحدث في أمريكا (…) لم أتخيل أبداً أنه قد يحدث»، مضيفاً «الجريمة الوحيدة التي ارتكبتها هي الدفاع بلا خوف عن أمتنا في وجه أولئك الذين يسعون إلى تدميرها».
وخلافاً لحالة الوجوم التي بدت عليه لدى مثوله أمام محكمة مانهاتن في نيويورك للاستماع إلى لائحة الاتهام المكونة من 34 تهمة تتضمن التآمر والتزوير في سجلات رسمية ودفع رشى، بدا الملياردير الجمهوري مرتاحاً لدى عودته إلى مقره في مارالاغو بفلوريدا، حيث استعاد لهجة التحدي والهجوم. وعلى وقع الموسيقى وتقديمه باعتباره «الرئيس المقبل للولايات المتحدة»، انتقد ترامب أمام عائلته والمئات من المانحين والحلفاء في منتجعه الفاخر في مارالاغو مختلف القضايا القانونية التي يواجهها، بدءاً من التعامل مع الوثائق السرية التي نقلت إلى منتجعه مار الاجو بعدما غادر البيت الأبيض في أوائل 2021، مروراً بالتحقيق في هجوم السادس من يناير/ كانون الثاني 2021 على مبنى الكونغرس وحتى قضية التدخل في انتخابات 2020.
وتتعلق قضية التدخل في الانتخابات بضغطه على أكبر مسؤول عن العملية الانتخابية بولاية جورجيا «لإيجاد» أصوات كافية لتحويل هزيمته في الولاية إلى فوز، وذلك طبقاً لمكالمة هاتفية مسجلة نشرتها وسائل الإعلام الأمريكية في مطلع 2021.
وأضاف أن هذه القضايا تصل إلى حد أن تكون محاولة لإحباط ترشحه الثالث للرئاسة، واصفا إياها بأنها «تدخل سافر في الانتخابات على نحو لم يسبق له مثيل».
واستحضر ترامب جميع الملفات من الأوضاع الاقتصادية إلى الحرب الأوكرانية التي أكد أنها لم تكن لتقع لو كان رئيساً. وشن هجوماً حاداً على خصومه في الحزب الديموقراطي والمسؤولين والقضاة والمدعين الذين يحاكمونه، متهماً إياهم بمهاجمته بشكل شخصي وتزوير الانتخابات الرئاسية السابقة ونتائجها، وأنهم «تجسسوا على حملتي الانتخابية والتدخل الحالي في الانتخابات غير مسبوق». واعتبر أن «ما يحصل يشكل إهانة لبلدنا والعالم يضحك علينا بسبب ما يجري على حدودنا وانسحابنا من أفغانستان».
وبعد أن صور نفسه على أنه ضحية التدخل في الانتخابات، قال إن «نظامنا القضائي فقد قانونيته ويستخدم الآن لهزيمتي، والقضية المزورة ضدي رفعت فقط للتدخل في انتخابات 2024 ويجب إسقاطها فوراً». وحمل بشدة على مدعي عام مانهاتن الذي يقود التحقيق في القضية، وطالبه بتقديم استقالته فوراً، واصفاً إياه بالمجرم الواجب مقاضاته. وأضاف «الكل يجمع على أنه لا توجد قضية موجهة ضدي من الأساس».
ولم يكتف ترامب بخطابه في فلوريدا، بل ألحقه بتصريحات اتهم فيها الديموقراطيين ب «استخدام القوانين سلاحاً في سابقة لم تشهدها البلاد، لكن الناس يرون ما يجري ولن يسمحوا بذلك».
ودعا «الجمهوريين في الكونغرس لأن يوقفوا تمويل وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.آي) حتى يستعيدا رشدهما»، مؤكداً أن «جميع خبراء القانون والسياسة أجمعوا على أن لائحة الاتهام الجائرة والمثيرة للاشمئزاز ليس لها أي أساس».
وكان ترامب غادر مقر المحكمة الجنائية في مانهاتن بعد انتهاء الجلسة أمس الأول، من دون أن تفرض عليه أي شروط أو مراقبة قضائية. (وكالات)