قال الكاتب المتخصص في شؤون أوبك، وائل مهدي، إنه لا يمكن تغيير استخدام المصافي النفطية لخام معين بين عشية وضحاها، لكنها تحتاج لفترة شهر أو شهرين. وذلك بعد حظر الولايات المتحدة للنفط والغاز الروسيين.وأضاف وائل مهدي، في مقابلة مع “العربية”، اليوم الخميس، أنه لا بد أيضاً من توفير ناقلات نفط من مصادر جديدة، لافتاً إلى أن واردات النفط الروسية إلى الولايات المتحدة المعلن عنها تتراوح بين 500 إلى 600 ألف برميل يومياً وهي ليست مؤثرة بشكل كبير جدا في السوق.وأوضح أن السوق يعاني شُحاً في الإمدادات، ومنذ يوليو 2020 حتى الآن تم سحب 700 مليون برميل من المخزونات الاستراتيجية في العالم ولم تعوض حتى الآن، ولذلك السوق ليس متشبعاً بالنفط.
وأشار إلى أن أوروبا أجلت الاستغناء عن النفط والغاز الروسيين إلى نهاية العام، للبحث عن خيارات وانتظار انفراج الأزمة، لأنه لا يمكن بسهولة تبديل النفط الروسي بغيره لعدة أسباب من اللوجستية لأنه يصل إلى أوروبا عبر أنابيب، بينما استبداله يحتاج تكلفة إضافية نظراً لاستيراده عبر النقل البحري.وقال وائل مهدي، إنه على مستوى الواقع الفعلي يصعب استبدال أوروبا للنفط الروسي بآخر، لأن روسيا جزء من تحالف “أوبك+” ولديها اتفاق طويل الأجل ضمنه ينص على احترام حصص التحالف، ولو لجأت أوروبا لدول “أوبك+” للتعويض لن توافق على ذلك.وبشأن الصين، قال الكاتب المتخصص في شؤون أوبك، إن العام الماضي كانت روسيا ثاني أكبر مزود للنفط إلى الصين، واستراتيجية الصين لن تتغير في الاعتماد على النفط الروسي نظراً لأن شركات التكرير في الصين مملوكة للدولة، والدولة يمكنها إجبار الشركات على استقطاب شحنات إضافية من النفط الروسي، ولا تزال الصين أهم سوق إلى روسيا، وتحميل النفط الروسي إلى أوروبا في أبريل المُقبل قد يكون صعباً، وقد نشهد تغيير مسار النفط الروسي حينئذ إلى الصين حليفة روسيا، لا سيما أن مصالح الصين مختلفة عن أوروبا.