كاميرات مراقبة بالذكاء الصناعي لرصد الأفراد… وأصدقائهم
تحذيرات من خرق تقنياتها للخصوصية الفردية
الثلاثاء – 20 شهر رمضان 1444 هـ – 11 أبريل 2023 مـ رقم العدد [
16205]
قفزة تقنية في رسومات اللعبة وفي الصورة الإصدار القديم منها إلى اليسار والإصدار المجدد إلى اليمين
تم تطوير أسلوب التحكم لتقديم قدرات أفضل لشخصية اللعب
لندن – واشنطن: «الشرق الأوسط»
الكاميرات تعرف من أنتم، والآن تريد استخدام الذكاء الصناعي للعثور على أصدقائكم أيضاً… مثلا يسير رجلٌ أبيض الشعر في ردهة أحد المكاتب حاملاً كوباً من القهوة بيده وناظراً أمامه في أثناء مروره في المدخل. ويبدو أنّه غير مدرك أنّه مراقب من قبل شبكة من الكاميرات التي لا ترصد مكانه فحسب، بل الأشخاص الذين كانوا بصحبته.
– رصد المجموعات
مرّ زمنٌ طويل على قدرة كاميرات المراقبة على تحديد هوية الأشخاص، وهي تحاول اليوم، بمساعدة الذكاء الصناعي، تحديد هوية أصدقائكم.
بنقراتٍ قليلة، يستطيع برنامج يُعرف ببرنامج «الإطلالة المشتركة» (الظهور المشترك) أو «تحليل الترابط» «correlation analysis» العثور في دقائق قليلة على أي شخص ظهر في كاميرات المراقبة بجانب صاحب الشعر الأبيض خلال الشهر الفائت، وإقصاء من مرّ منهم مرّة أو اثنتين، وكذلك التركيز أكثر على رجل ظهر 14 مرّة. ويستطيع البرنامج أيضاً تحديد تفاعلات محتملة بين الرجلين اللذين يُعتقد أنّهما زميلان.
تبيع شركة «فينترا»، التي استعرضت تقنيتها العام الماضي، ميزة «الإطلالة المشتركة» كجزءٍ من مجموعة أدوات لتحليل مقاطع الفيديو، وتتفاخر على موقعها الإلكتروني بعلاقتها بفريق سان فرنسيسكو 49 لكرة القدم وأحد أقسام شرطة فلوريدا، وفقا لما ذكره خبير التكنولوجيا الأميركي نواه بيرمان في صحيفة «لوس أنجليس تايمز». وتكشف قاعدة بيانات مرتبطة بالعقود الحكومية عن أنّ هيئة جباية الضرائب «إنترنال ريفينيو سيرفس» بالإضافة إلى أقسام شرطة أخرى في أنحاء البلاد اشترت خدمات من «فينترا». تُستخدم تقنية «الإطلالة المشتركة» للمراقبة في دول كالصين، لكنّ «فينترا» هي الشركة الأولى التي تسوّقها في الغرب، حسب الخبراء. ولكنّ هذه الشركة ليست الوحيدة التي تختبر تطبيقات مراقبة مدعومة بالذكاء الصناعي مع القليل من التدقيق والضمانات الرسمية التي تحول دون استباحة الخصوصية. فقد انتقد مسؤولون من ولاية نيويورك في يناير (كانون الثاني) الشركة التي تملك قاعة «ماديسون سكوير غاردن» لاستخدامها تقنية التعرّف على الوجه لمنع موظّفي شركات المحاماة الذين قاضوها من حضور مناسبات مقامة فيها.
– خرق الخصوصية
اعتبر خبراء ومراقبون من الصناعة أنّه إذا كانت تقنية الإطلالة المشتركة لا تزال غير مستخدمة حتّى اليوم، ولو أنّ أحد المحلّلين أكّد أنّها مستخدمة، فلا بدّ من أنّها ستصبح أكثر موثوقية وأوسع استخداماً مع استمرار تقدّم قدرات الذكاء الصناعي.
وتُقيّد بعض الولايات والحكومات المحليّة في الولايات المتّحدة استخدام تقنية التعرّف على الوجه، خصوصاً في عمل الشرطة، ولكن لا توجد قوانين فيدرالية مطبّقة في هذا الصدد. لا توجد قوانين تمنع الشرطة بشكلٍ صريح وعلني من استخدام تقنية الإطلالة المشتركة كميزة «فينترا»، ولكنّ خبراء متخصصين في تقنيات المراقبة اعتبروا أن القيام بذلك قد ينتهك حقوق التجمّع الحرّ المحمية دستورياً.
وفي غياب هذه القوانين، يقع تقييم التوازن بين الأمن والخصوصية على عاتق أقسام الشرطة والشركات الخاصّة. وأشارت أخبار غير موثوقة إلى أن جهتين ورد اسماهما على موقع «فينترا»، هما فريق سان فرنسيسكو 49 و«موديرنا» (شركة الأدوية التي طوّرت لقاحات كوفيد- 19)، قد يكونان من المستفيدين من التقنية.
وكشف براين جاكسون، مساعد رئيس قسم شرطة لينكولن، نبراسكا، عن أنّ قسمه يستخدم برنامج «فينترا» لتوفير ساعات من تحليل الفيديوهات في البحث السريع عن أنماط معيّنة، كالسيارات الزرقاء أو أشياء أخرى تطابق التوصيفات المستخدمة لحلّ جرائم معيّنة. ولكنّ الكاميرات التي يتّصل بها قسمه، منها كاميرات «رينغ» وأخرى تستخدمها الشركات التجارية المحيطة، ليست جيّدة بما يكفي لمطابقة الوجوه، على حدّ تعبيره.
من جهته، أقرّ جارود كاسنر، مساعد رئيس قسم شرطة في كنت، واشنطن، بأنّ قسمه يستخدم برنامج «فينترا»، ولكنّه زعم أنّه لم يكن يدري بميزة الإطلالة المشتركة وأنّه سيتحقّق من قانونيّة استخدامها في ولايته، التي تعتبر واحدة من ولايات قليلة تحظر استخدام تقنية التعرّف على الوجه.
بدورها، قالت دائرة الإيرادات الداخلية في بيان إنّها تستخدم برنامج «فينترا» «لمراجعة مقاطع الفيديو الطويلة بفاعلية أكبر في بحثها عن أدلّة خلال التحقيقات الجنائية». ورفض المسؤولون الكشف عما إذا كانت الدائرة تستخدم ميزة الإطلالة المشتركة أو عما إذا كانت تملك كاميرات منتشرة، واكتفوا بالقول إنّها تتبع «البروتوكولات والإجراءات القانونية المصرّح بها للوكالات».
ولفت جاي ستانلي، محامٍ من الاتحاد الأميركي للحريات المدنية الذي كان أوّل من تحدّث في مدوّنة عن تقنية «فينترا» بعد استعراضها العام الماضي، إلى أنّه غير متفاجئ من تستّر بعض الشركات وأقسام الشرطة على استخدامها، معتبراً أنّ أقسام الشرطة، وحسب تجربته، غالباً ما تستخدم تقنيات جديدة «من دون التصريح، أو حتّى طلب إذن المراقبين كمجالس المدن».
وأخيراً، قالت دانيال فانزاندت، التي تعمل في تحليل «فينترا» لصالح شركة «فروست أند سوليفان» المتخصصة في الأبحاث السوقية، إنّ تجّار التجزئة الذين يجمعون كميات هائلة من البيانات عن الأشخاص الذين يدخلون إلى متاجرهم، بدأوا أيضاً في اختبار البرنامج لمعرفة «ما هي المعلومات الإضافية التي قد يقدّمها لهم».
أميركا
الذكاء الاصطناعي