بعد غياب لأكثر من 11 عاما، يعود بقوة هذا العام من جديد بصوته ليضع بصمته المعهودة والمتفردة على تترات مسلسلات رمضان 2023. إنه النجم الكبير محمد منير الذي يشارك في السباق الرمضاني بعملين قام بغناء التتر الخاص بهما، وهما مسلسل “عملة نادرة” ومسلسل “سره الباتع”.
كما تم تكريمه مؤخرا في احتفالية برنامج “هلّ هلالك”، في ذكرى نصر العاشر من رمضان، على مسرح ساحة “مركز الهناجر للفنون”، بحضور وتحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، ورئاسة المخرج خالد جلال.
وأعرب منير، في تصريحات خاصة لـ”العربية.نت”، عن سعادته بهذا التكريم وردود الفعل على التترات التي قدمها في رمضان، والتي أعادت التأكيد بأن منير حالة خاصة ومتفردة في عالم الغناء. كما أكد المدونون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنه أعادهم إلى تترات الزمن الجميل.
وقال منير، الملقب بـ”الكينج” (الملك): “سعدت بردود الفعل التي استقبلتها عن الأعمال التي شاركت بها في الموسم الرمضاني الحالي، سواء كانت من الأصدقاء أو من جمهوري، كما أنني أحرص على متابعة الأعمال الرمضانية المطروحة، التي جاءت على مستوى فني مميز”.
محمد منير
منير والأبنودي.. رفقاء الدرب
وكان منير قد قدم العديد من الأغاني التي كتبها الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي، وآخرها تتر مسلسل “عملة نادرة”، والذي قال عنه: “أنا لا أنسي صديقي (الأبنودي) أبدا، والأبنودي كان صديقي وحبيبي ورفيق دربي الذي قدمت معه العديد من الأعمال الناجحة والمميزة التي لا يمكن أن تُنسى ويظل الجمهور متذكرا لها دائما ويطلبها مني في الحفلات. وعلى الرغم من غيابه ولكنه حاضر في وجداننا جميعا، وأحرص من وقت لآخر أن أطرح أعمالا من كلماته، فما زال بحوزتي أعمال له ستُطرح في وقتها”.
وعن عدم وجود وقت طويل لتحضيره لتترات المسلسلات التي يقدمها ومنها تتر مسلسل “سره الباتع”، الذي قدمه من كلمات مصطفى إبراهيم وألحان وليد سعد، وتتر مسلسل “عملة نادرة” من ألحان محمد رحيم، قال منير: “عندما يكون فريق العمل مؤمن بتقديم اللحن الذي نقدمه فالأمر يكون سهلًا والغناء يكون أفضل، والحقيقة أنا سعيد بالتعاون مع شعراء وملحنين تترات رمضان الذين اجتهدوا في تقديم عمل فني قوي. فالغناء متعتي الحقيقة في الحياة وهو ما ساعدوني في تحقيقه من خلال هذه التترات. فقد وصل إحساس كلماتها إلي الجمهور في وقت بسيط، فأقرب شيء لقلب الجمهور أن تكون صادقا وأن تكون نفسك بدون تصنع”.
وحول تكريمه من قطاع شؤون الإنتاج الثقافي تحت رعاية وزارة الثقافة في احتفالية برنامج “هل هلالك”، بذكرى نصر العاشر من رمضان، على مسرح ساحة “مركز الهناجر للفنون”، والتي تم تكريمه فيها ضمن كوكبة من القامات والرموز الفنية التي أثرت الوجدان بأعمال فنية وطنية، قال منير: “سعدت بهذا التكريم جدا، فقد كان همي الأول طوال مشواري هو هم بلدنا. فأنا كرّست نفسي وحنجرتي لخدمة وطني، كما أن مجتمعنا في الوقت الحالي يعيش لحظة تحول كبيرة، لأننا نريد مجتمعا أفضل وفيه نهضة حقيقية”.
محمد منير
قرار الاعتزال.. ثم العودة
وعما إذا كانت أغاني التترات والتكريم لنفي الأقاويل حول اعتزاله الغناء، أشار منير: ” كنت بالفعل قررت الاعتزال ولكن لم أعلن هذا الأمر، ولكني قررت الاستمرار مع طلبات ومحبة جمهوري العريق الذي غنيت له من المحيط للخليج. كما أن هناك حاليا مرحلة ثالثة من شباب وأطفال يسمعونني وهذا من فضل الله، وأقوم حاليا بتسجيل أغانٍ جديدة من ألبومي الغنائي الجديد، والذي أعمل عليه منذ فترة فاختيار الألحان وكلمات الأغاني ليس بالأمر السهل. كما أن المسؤولية أصبحت على درجة عالية من الاختلاف وعليه لابد من السعي لاختيار الأفضل”.
أما عن الحفل الذي أقامه في السودان قبل أيام قليلة من بداية شهر رمضان، خاصة أنها المرة الأولى له بعد غياب ما يزيد عن 15 عاما، فأشار منير إلى أن “حفاوة الاستقبال وفرحتهم بي جعلتني أنسى سنوات الغياب، فأنا لست غريبا عن السودان، فأنا منهم كما قلت على المسرح، ونحن جميعاً أبناء وادي النيل. فالبلدان بمثابة وطن واحد، فأنا أعتز بأني أكثر فنان مصري قدم أغاني لمبدعين سودانيين وأتمنى بعد غناء “قلبي مساكن شعبية”، الغناء أكثر وأكثر للسودان، فقد شعرت بالحب الكبير من الشعب السوداني للمصريين، وتحدثت عن حب المصريين للسودانيين”.
وطلب منير من الرئيس عبدالفتاح السيسي دعم ورعاية أكبر مشروع فني ومهرجان لدول حوض النيل، وقال “هذا المشروع تحدثت عنه مع كل وزراء الثقافة المصريين على مدى 30 عاماً، ولكن لم يتم حتى الآن، أن يتم هذا المهرجان على أرض مصر في قلب الأهرامات، فدول حوض النيل باللغة السواحيلي تسمى (الاندجو) وتعنى الصداقة، ولذلك أنا مهتم بأن يسمع المصريون المزيكا السودانية والعكس صحيح، ويكون فيه أكبر حشد للفنانين المصريين والسودانيين”.
وتابع: “أحاول بحنجرتي المتواضعة دعم العلاقات بين شعبي وادي النيل، حنجرتي هي قوتي، وهي اللي قضيت معاها 42 سنة من الغناء، وكان همي كله مصر، وغنيت من قلبي للسودان، مثل “قلبي مساكن شعبية” و”وسط الدايرة”.