أثار قرار إسرائيل فرض قيود صارمة على أعداد المصلين في كنيسة القيامة، خلال احتفالات عيد الفصح، غضباً فلسطينياً، ومن جانب زعماء الكنيسة، بالتزامن مع القيود المفروضة على دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى، وانتقدت الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، أمس الأربعاء بشدة القيود الإسرائيلية الجديدة، وحثت المسيحيين على الحضور على الرغم من ذلك، في حين اعتبر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أن قرار منع المستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى هو خطأ فادح سيؤدي إلى التصعيد.
ويتصاعد الخلاف بين الشرطة الإسرائيلية والكنيسة بشأن حضور مراسم سبت النور يوم السبت المقبل في كنيسة القيامة.
وأكد الأب ماثيوس سيوبس من الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية للصحفيين أنه «بعد محاولات عديدة بحسن نية، لم نتمكن من التنسيق مع السلطات الإسرائيلية لأنها تفرض قيوداً غير معقولة… هذه القيود الصارمة ستحد من وصول المسيحيين إلى كنيسة القيامة وحفل سبت النور المقدس».
وقال الأب سيوبس: «الاحتفالات تقام في كنيسة القيامة منذ ما يقرب من ألفي عام».
وأبلغت قوات الشرطة الإسرائيلية للعام الثاني قادة الكنائس أنها ستقيد الوصول إلى الكنيسة، وقالت، أمس الأربعاء إن اقتصار الحضور على 1800 شخص بما في ذلك رجال الدين من مختلف الطوائف الأرثوذكسية، هو إجراء وقائي ضروري للسلامة.
لكن المتحدث باسم بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس الأب عيسى إلياس عيسى مصلح قال: «نحن في القدس نريد الحرية وحرية العبادة حق أعطانا إياها الرب ولا يحق لأي إنسان تقييد حرية إنسان آخر عندما يقوم بالعبادة». وندد بالسياسة الإسرائيلية بوضع «القيود والحواجز أمام المسيحيين والمسلمين الذين تمنعهم من إقامة شعائرهم الدينية، وهذا حق مكتسب». وأضاف «سنعلي صوتنا بالاتصال بالجهات الرسمية خارج وطننا فلسطين للضغط على الحكومة الإسرائيلية بالكف عن قيودها».
من جهة أخرى، قال بن غفير إن «قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منع اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى هو خطأ فادح لن يجلب الهدوء، بل قد يؤدي إلى التصعيد وسيشجع على التحريض والقتل». وزعم بن غفير، أنه «قد نشهد سيناريو إلقاء الحجارة على المصلين اليهود في«الحائط الغربي»، في إشارة إلى حائط البراق، وأضاف:«عندما يضربنا الإرهاب، يجب أن نرد بواسطة ضربه بقوة هائلة، لا أن نستسلم له»، بحسب قوله. (وكالات)