توصلت دراسة جديدة إلى أن كبار السن، الذين يعانون من ضعف إدراكي معتدل ولديهم موقف إيجابي تجاه الشيخوخة كانوا أكثر عرضة بنسبة 30٪ لاستعادة قدراتهم المعرفية من أولئك الذين يعانون من شعور سلبي تجاه التقدم في السن.
وبحسب ما نشره موقع Health News، أظهرت الأبحاث أن النظرة الوردية إلى الحياة أو الميل إلى المواقف الإيجابية يمكن أن يقدم فوائد للصحة والرفاهية الشخصية. على سبيل المثال، تشير الدراسات إلى أن التحلي بالسلوك الإيجابي يرتبط بتحسين الذاكرة وصحة القلب ومستويات السكر في الدم.
ووفقا لما نشرته دورية JAMA Network Open، تشير دراسة أجرتها كلية طب جامعة ييل إلى أن وجود أفكار ومعتقدات إيجابية حول الشيخوخة قد يساعد كبار السن، الذين يعانون من ضعف إدراكي معتدل MCI على استعادة ذاكرتهم.
تعافي نصف المصابين
وشرحت الباحثة الرئيسية في الدراسة بيكا ليفي، أستاذة الصحة العامة وعلم النفس في جامعة ييل قائلة إن “غالبية كبار السن يفترضون أنه لا يمكن التعافي من الضعف الإدراكي المعتدل MCI، ولكن النتائج، في الواقع، تفيد أن نصف المصابين به يتعافون.
ولاختبار تلك الفرضية القائلة بأن الإيجابية يمكن أن تساعد في عكس تدهور الذاكرة المرتبط بالاختلال المعرفي المعتدل، قام الباحثون باختيار 1716 مشاركًا من دراسة الصحة والتقاعد، وهي دراسة استقصائية وطنية طولية في الولايات المتحدة، وكان متوسط أعمارهم حوالي 78 عامًا وتراوحت حالاتهم ما بين المعاناة ضعف معرفي معتدل MCI والإدراك الطبيعي في بداية الدراسة.
كما تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين بناءً على مقياس إيجابي للاعتقاد العمري يطلب من المشاركين الموافقة أو عدم الموافقة على أسئلة، مثل “كلما تقدمت في السن شعرت بعدم الجدوى”.
شيخوخة (آيستوك)
وقاية لمدة 12 عاما تالية
بعد تقييم البيانات، اكتشف الباحثون أن كبار السن في مجموعة المعتقدات العمرية الإيجابية المصابين بالاختلال المعرفي المعتدل في بداية الدراسة كانوا أكثر عرضة بنسبة 30.2% للتعافي من ضعفهم المعرفي، مقارنةً بمجموعة أصحاب المعتقدات السلبية – بغض النظر عن شدة الاختلال المعرفي المعتدل.
كما أن أولئك، الذين لم يكن لديهم اعتلال متوسط الإدراك المعتدل في بداية الدراسة، والذين لديهم معتقدات عمرية إيجابية، كانوا أقل عرضة بشكل ملحوظ للإصابة بهذه الحالة على مدى السنوات الـ 12 التالية.
وثبت أنه من بين جميع المشاركين، كان لدى أولئك الذين لديهم موقف إيجابي تجاه الشيخوخة معدل انتشار أقل للإصابة بالاختلال المعرفي المعتدل. لذا، يرجح الباحثون أن تدخلات الاعتقاد بالعمر يمكن أن تزيد من عدد الأشخاص الذين يستعيدون الوظيفة الإدراكية بعد تعرضهم لضعف إدراكي خفيف.
نظرة إيجابية على الشيخوخة
إذا كان الشخص لا يشعر بالتفاؤل بشأن التقدم في السن، فإن هناك طرقا لإعادة صياغة تلك الأفكار والنظر إلى الشيخوخة من خلال عدسة أكثر إيجابية.
فعلى سبيل المثال، يمكن أن تتغلب ممارسة الحديث الإيجابي مع النفس على المعتقدات الضارة عن النفس، بما يشمل الأفكار السلبية المرتبطة بالعمر. كما يمكن أن يساعد التأمل الذهني والتقييم الموضوعي لنقاط القوة الشخصية وأساليب العلاج النفسي الإيجابية الأخرى الشخص على الشعور بالأمل طوال فترة الشيخوخة.