عدن: «الخليج»
طالب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الأطراف اليمنية باتخاذ «خطوات أكثر جرأة نحو السلام»، بعد إتمام تبادل الأسرى، محذراً أنه «لا يزال من الممكن أن يتحول المسار»، فيما أطلق التحالف سراح 104 من الأسرى الحوثيين بمبادرة سعودية، في حين قررت الحكومة اليمنية صرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين.
وأضاف غروندبرغ، في إحاطة لمجلس الأمن، أمس الاثنين، أن «عمليات الإفراج عن نحو 900 من المحتجزين، جددت آمال العديد من اليمنيين في إمكانية إطلاق سراح أقاربهم قريباً». وقال: «هناك أسباب للتفاؤل، وأعتقد أننا لم نشهد مثل هذه الفرصة الجادة لإنهاء النزاع منذ ثماني سنوات». وأبدى المبعوث الأممي قلقه بشأن العمليات العسكرية الأخيرة في محافظات مأرب وشبوة وتعز وغيرها من المناطق، داعياً الأطراف اليمنية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وأكد أنه واصل عمله مع الأطراف اليمنية «لتحديد الخطوات التالية نحو وقف دائم لإطلاق النار». وشدد غروندبرغ على أن «أي اتفاق جديد في اليمن، يجب أن يكون خطوة واضحة نحو عملية سياسية بقيادة يمنية». وأوضح أن تنفيذ العديد من بنود الهدنة مستمر، وكان القصد من الهدنة أن تكون تدبيراً مؤقتاً، لإفساح المجال للمحادثات السياسية لإنهاء الحرب بشكل مستدام، مستدركاً: إلا أنه لا يمكن أبدًا الاعتماد عليها لتحقيق مستقبل سلمي لليمن.
وفي سياق متصل، أطلقت قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس الاثنين، سراح (104) أسرى من الحوثيين لدى التحالف بمبادرة إنسانية من المملكة العربية السعودية. وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العميد الركن تركي المالكي: «إن هذه المبادرة تأتي امتداداً للمبادرات الإنسانية السابقة من المملكة والمتعلقة بالأسرى، ودعم الجهود الرامية إلى تثبيت الهدنة وتهيئة أجواء الحوار بين الأطراف اليمنية، للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام، ينهي الأزمة اليمنية. كما تهدف المبادرة إلى حث أطراف النزاع على دعم عملية تبادل الأسرى والمحتجزين وإنهاء هذا الملف. وبيّن المالكي «أنه بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر تم نقل الأسرى إلى صنعاء. وأكد المالكي أن ملف إنهاء تبادل الأسرى والمحتجزين محل اهتمام القيادة السياسية والعسكرية بالتحالف.
وفي سياق آخر، أعلنت الحكومة اليمنية، أمس الاثنين، موافقتها على صرف الرواتب للموظفين الحكوميين في مناطق سيطرة الحوثيين، ضمن مبادراتها للتخفيف من المعاناة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون. جاء ذلك خلال استقبال رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي بمقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، الفريق السعودي للتواصل مع الأطراف اليمنية الذي عاد حديثاً من جولة مشاورات بصنعاء مع الحوثيين. وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية: إن العليمي استقبل في الرياض فريق المملكة العربية السعودية للتواصل مع الأطراف اليمنية برئاسة السفير محمد آل جابر. كما نقلت عن العليمي تأكيده، خلال اللقاء، الدعم الكامل لجهود الأشقاء بالسعودية، الهادفة إلى إنهاء معاناة الشعب اليمني، والتوصل إلى وقف إطلاق للنار، وتحقيق حل سياسي شامل.