تونس: «الخليج»
ضيقت السلطات التونسية الخناق على حركة «النهضة» الإخوانية، وأغلقت جميع مقارّها، وحظرت اجتماعاتها في أنحاء البلاد، كما اعتقلت ثلاثة من قياداتها البارزة، بعد ساعات من إيقاف زعيمها راشد الغنوشي الذي تم نقله إلى المستشفى مساء أمس بعد يوم على توقيفه، فيما قال الرئيس قيس سعيِّد «إنّنا نطبّق القانون، وكلّ قواعده، وإن الحق بيِّن والباطل بيِّن، ومن اختار طريق الباطل فلا مكان له داخل الدولة»، مشيراً إلى أن الدولة تخوض حرب «تحرير وطني» لفرض سيادتها الكاملة.
وجاءت إجراءات إغلاق مقارّ «النهضة» بعد توقيف زعيمها الغنوشي وثلاثة قياديين آخرين في الحزب، وهم محمد القوماني، ونائب رئيس المكتب السياسي بلقاسم حسن، ومسؤول العمل الطلابي محمد شنيبة واقتيادهم للتحقيق، وذلك بالتزامن مع بدء عمليات تفتيش داخل مقر الحركة الذي تم إغلاقه بأمر قضائي.
وتأتي الاعتقالات بعد تصريحات أطلقها الغنوشي أثناء حضوره اعتصاماً للمعارضة في مقر جبهة الخلاص الوطني قال فيها «إن إقصاء النهضة أو اليسار أو أي مكون سياسي آخر، يعد بمثابة حرب أهلية». ووفق معلومات حصلت عليها صحيفة «الخليج» فإن السلطات الأمنية باشرت بعمليات تفتيش واسعة النطاق في المقر المركزي للنهضة، بعد إخلائه بالكامل من موظفيه، فيما بدأت بالتوازي مع ذلك غلق باقي المقار بأنحاء البلاد.
وذكر قياديون ونشطاء في جبهة «الخلاص الوطني» بأن الشرطة منعتهم من تنظيم مؤتمر صحفي، كان سيخصص للرد على أمر إيقاف الغنوشي وثلاثة قياديين من «النهضة»، كما طوقت مقر الجبهة، ومنعت الدخول إليه. وأفادت مصادر محلية بنقل الغنوشي إلى المستشفى بعد تدهور حالته الصحية عقب ساعات من اعتقاله.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر بوزارة الداخلية لم تكشف عن هويته أنّ قرار توقيف الغنوشي صدر بأمر من القطب القضائي لمكافحة الإرهاب بتهمة «خطاب تحريضي»..
وفي كلمة له بمناسبة الاحتفال بالذكرى 67 لتأسيس قوات الأمن الداخلي، قال الرئيس قيس سعيِّد «إنّنا نطبّق القانون وكلّ قواعده، وكلّ الإجراءات التي ينصّ عليها، ولا نريد أن نظلم أحداً، ولا نريد أن نترك الدولة فريسة». وطالب سعيّد القضاء «بأن يلعب دوره في هذه المرحلة «حتى يكون في موعد مع انتظارات التونسيين»، مشيراً إلى أن تونس تخوض «حرب تحرير وطني» لفرض سيادتها الكاملة. وأضاف «الذين يتلونون بكل لون وبكل السبل لتعطيل مسار تحقيق مطالب الشعب التونسي.. على هؤلاء أن يختاروا على أي مقعد يجلسون، فالحق بيِّن والباطل بيِّن.. ومن اختار طريق الباطل فلا مكان له داخل الدولة». وأضاف أن «على الجميع التصدي لهم حتى لا يبقوا حجر عثرة أمام تطهير البلاد، واعتبر أن الواجب هو تكريم السلك الأمني والعسكري الذي يحمي الدولة والشعب والوطن».