أطفال مصابون بالرصاص ومرضى يتلقّون العلاج في أروقة المستشفى: تقدّم الشهادات التي يرويها مسعفون في السودان، لأول مرة منذ اندلعت المعارك، تفاصيل مروّعة عن الوضع «الكارثي» الذي انحدرت إليه البلاد في أقلّ من أسبوع.
وترسم الشهادة التي قدمها سايروس باي الذي يعمل مع منظمة أطباء بلا حدود في منطقة دارفور صورة مرعبة عن العنف الذي اندلع الأسبوع الماضي في البلاد.
وقال باي الذي يعمل لحساب منظمة أطباء بلا حدود في مستشفى الجنوب في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، إنّ «أغلبية المصابين هم من المدنيين الذين أصيبوا برصاصات طائشة والعديد منهم هم من الأطفال».
وأضاف «لديهم كسور ناجمة عن الرصاص أو إصابات بطلقات نارية أو شظايا في سيقانهم أو بطونهم أو صدورهم، والكثير منهم بحاجة إلى نقل دم».
ومستشفى الجنوب في الفاشر المدعوم من «أطباء بلا حدود» هو بالعادة وحدة ولادة دون أي قدرات جراحية، ولكنّ المعارك اضطرت المسعفين لتدبّر أمورهم بسرعة.
وبحسب باي «منذ بدء القتال، اضطررنا لتغيير وجهة استخدام المستشفى لجعل معالجة المصابين أمراً ممكناً».
وبحسب أطباء بلا حدود، فإن 279 شخصاً تلقوا العلاج في هذا المستشفى لوحده. ومن بين هؤلاء، توفي 44 شخصاً.
وأكد باي أنّ «الوضع كارثي»، موضحاً «هناك الكثير من المرضى الذين يعالجون على الأرض في الأروقة لأنه ببساطة لا توجد أسرّة كافية لاستيعاب العدد الهائل من الجرحى».
وأمس الجمعة قال باي من الفاشر التي تقع نحو 800 كيلومتر جنوب غرب الخرطوم «ما زلنا نسمع إطلاق النار».
واضطرت مستشفيات أخرى في الفاشر إلى الإغلاق، بينما تعرض مستشفى الأطفال «للنهب بالكامل»، بحسب باي.
وأتى جراحون من المشافي الأخرى إلى مستشفى الجنوب لتقديم المساعدة، لكنّ عدد المرضى في تزايد مستمر.
وأضاف باي «لا تستطيع غرفتا العمليات اللتان تم إنشاؤهما التعامل مع التدفق المستمر» للمرضى، مشيراً إلى أن اللوازم الطبية بدأت بالنفاد.
ويحاول المسعفون أيضاً التعامل مع حالات الولادة. وفي قسم الولادة، تتقاسم الآن امرأتان كل سرير.
وأكّد باي أنّ «الطاقم الحالي مضغوط تماماً… إنّهم يعملون على مدار الساعة».(أ ف ب)