قاطع الصرب في شمال كوسوفو الانتخابات المحلية، أمس الأحد، احتجاجاً على عدم تلبية مطالبهم بمنحهم المزيد من الحكم الذاتي، في مؤشر آخر على إخفاق اتفاق السلام المبرم بين كوسوفو وصربيا الشهر الماضي. وعبّر رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي عن أسفه، لأن «مواطني كوسوفو الصرب لا يستخدمون حقهم في التصويت»، بسبب ضغوط بلغراد.
وكان حزب القائمة الصربية وهو الحزب السياسي الرئيسي في شمال كوسوفو الذي يسيطر عليه الصرب، قد دعا، يوم الجمعة، المواطنين من أصل صربي إلى مقاطعة التصويت. وقال مسؤول باللجنة المركزية للانتخابات، طلب عدم الكشف عن اسمه، «الصرب يقاطعون الانتخابات باستثناء بعض الحالات النادرة والقليلة جداً».
وتطالب صربيا وصرب كوسوفو بتشكيل اتحاد لبلديات صرب كوسوفو قبل أن يشاركوا في التصويت؛ وذلك تماشياً مع اتفاق منذ عقد، توسط فيه الاتحاد الأوروبي مع حكومة كوسوفو في بريشتينا. وخوفاً من احتمال اندلاع أعمال عنف تخلت لجنة الانتخابات المركزية عن خطط لإقامة مراكز اقتراع في المدارس وبدلاً من ذلك أقامت أكواخاً متنقلة في 13 موقعاً. وقامت قوات لحلف شمال الأطلسي من لاتفيا وإيطاليا، وهي جزء من قوة حفظ سلام في كوسوفو قوامها أكثر من ثلاثة آلاف جندي، بدوريات في الطرق بمناطق التصويت.
وشمال كوسوفو هي موطن لنحو 50 ألف صربي. وفي 18 مارس/ آذار اتفقت بريشتينا وبلغراد شفهياً على تنفيذ خطة مدعومة من الغرب تهدف إلى تحسين العلاقات، ونزع فتيل التوترات في شمال كوسوفو، من خلال منح المزيد من الحكم الذاتي للصرب على أن يكون لبريشتينا السيطرة النهائية. لكن الصرب يقولون إن الاتفاق لم يسفر بعد عن إجراءات ملموسة.
ويشكل الألبان أغلبية تزيد على 90 في بالمئة في كوسوفو لكنهم أقلية صغيرة في الشمال. وقال الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأسبوع الماضي إنهما يشعران بخيبة أمل لقرار الصرب عدم المشاركة في الانتخابات.
(وكالات)