تصاعدت ردود الفعل العالمية حول القتال الدائر في السودان، وبدأت عدد من الدول العربية والأجنبية عمليات إجلاء رعاياها، في ضوء الاشتباكات المندلعة منذ 15 إبريل/نيسان الجاري في الخرطوم وعدد من ولايات السودان، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، تبلغها من سفيرة لبنان في السودان إجلاء 52 شخصاً، فجر الاثنين، من مدينة بورتسودان السودانية على متن سفينة للبحرية السعودية.
وقالت الخارجية اللبنانية، حسبما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، الاثنين، إنهم في طريقهم الآن إلى مدينة جدة السعودية، ولم يكن وصولهم المنتظر إلى بر الأمان ممكناً لولا مساعدة المملكة العربية السعودية.
أيضاً أعلنت وزارة الخارجية التونسية عن انطلاق عملية إجلاء أفراد الجالية التونسية في السودان، الذين عبّـروا عن رغبتهم في العودة إلى بلادهم.
وقالت الخارجية التونسية، في بيان الاثنين: إنه «تمّ توفير كافة الإمكانيات والوسائل لتأمين هذه العملية، وتسخير طائرة عسكرية لإجلاء أفراد الجالية وتأمين عودتهم إلى أرض الوطن».
كما بدأت وزارة الخارجية العراقية، الأحد، بإجلاء المواطنين العراقيين من السودان.
وقال المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف، في بيان: «نجحنا بإجلاء 14 مواطناً عراقياً من الخرطوم إلى موقع آمن في منطقة بورسودان، بناء على طلبهم، ونواصل جهودنا متعددة الأطراف لإجلاء الأعداد المتبقية».
وأضاف: «نعمل باستجابة وطنية وننسق على مدار الساعة مع أبناء الجالية الكريمة في الخرطوم»، موضحاً أنه تم تخصيص أرقام ساخنة لتلقي الاتصالات والاستجابة لمناشدات الجالية العراقية، رغم صعوبة الوضع هناك.
وأكد أن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، وجّه بتعظيم الجهد الجماعي لسفارات العراق في الخرطوم والقاهرة وأبوظبي، لتعجيل التنسيق والاستجابة مع الدول الشقيقة لتيسير عمليات الإجلاء للجالية العراقية في السودان.
وكشف أن عدد الجالية العراقية في السودان يبلغ 300 شخص، مشدداً على أن الوزارة تستعد للمرحلة الثانية من الإجلاء.
قالت وزارة الخارجية الأردنية، إن أربع طائرات عسكرية أردنية غادرت مطار بورتسودان ليلاً، متوجهة إلى عمان وعلى متنها 343 شخصاً تم إجلاؤهم، مشيرة إلى أن المواطنين الأردنيين شكلوا معظم الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، لكن كان على متنها فلسطينيون وألمان وسوريون وعراقيون أيضاً.
أعلنت الخارجية المصرية، إجلاء 436 مواطناً من السودان بريّاً، بالتنسيق مع السلطات السودانية.
وصرّح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد، بأن عملية الإجلاء تمّت في إطار جهود الدولة في تنفيذ خطة إجلاء المواطنين المصريين بالسودان.
وأكدت الخارجية المصرية استمرار سفارة مصر في الخرطوم والقنصليات بالخرطوم وبورتسودان والمكتب القنصلي في وادي حلفا، في التنسيق مع المواطنين المصريين بالسودان لتأمين عملية إجلائهم تباعاً.
أجلت المملكة العربية السعودية، السبت، 91 سعودياً ونحو 66 شخصاً من دول أخرى من بورتسودان على متن سفينة حربية إلى جدة عبر البحر الأحمر.
وقالت الكويت، إن جميع المواطنين الراغبين في العودة إلى ديارهم وصلوا إلى جدة، كما توجهت قطر بالشكر إلى السعودية لمساعدتها في إجلاء المواطنين القطريين.
قالت السفارة الليبية في الخرطوم، إن 105 ليبيين بينهم دبلوماسيون وأسرهم وطلاب وموظفون في شركات طيران وبنوك، وصلوا إلى بورتسودان ليسافروا منها إلى وطنهم.
- فرنسا وهولندا
أكدت الحكومة الفرنسية أنه تم إجلاء 388 شخصاً حتى الآن من الأراضي السودانية.
بدورها قالت الخارجية الهولندية، إن طائرة عسكرية هولندية تقل أفراداً جرى إجلاؤهم أقلعت من السودان إلى الأردن في ساعة مبكرة من صباح الاثنين.
أفاد مصدر عسكري ألماني أن طائرة عسكرية تحمل 101 شخص، هبطت في برلين صباح الاثنين، موضحاً أن الجيش أجلى حتى الآن 313 شخصاً من السودان.
وقالت «دير شبيجل»، إن ألمانيا اضطرت إلى إعادة ثلاث طائرات نقل عسكرية كان من المقرر أصلاً أن تبدأ في إجلاء أشخاص من السودان يوم الأربعاء الماضي.
أما السويد، فأفادت الاثنين، بأن موظفي سفارتها في الخرطوم وعائلاتهم، بالإضافة إلى عدد من المدنيين، نُقلوا جواً إلى جيبوتي.
وقالت الحكومة الإسبانية إنها نقلت حوالي 100 شخص، من بينهم 30 إسبانياً و70 آخرون من أوروبا وأمريكا اللاتينية، تم نقلهم من الخرطوم إلى جيبوتي حوالي الساعة 11 مساءً بالتوقيت المحلي، الأحد.
وأضافت الحكومة الإسبانية أن مواطنين من الأرجنتين وكولومبيا وأيرلندا وإيطاليا والبرتغال وبولندا والمكسيك وفنزويلا والسودان، كانوا على متن الطائرة.
أجلى الجيش الأمريكي موظفين بالحكومة الأمريكية من العاصمة السودانية الخرطوم، وعلقت واشنطن العمل في سفارتها.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، في بيان، إن العنف المأساوي في السودان أودى بحياة المئات من المدنيين الأبرياء، وهذا أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف، في حين أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن الولايات المتحدة علقت بصفة مؤقتة العمليات في سفارتها بالخرطوم، وأجلت جميع الموظفين الأمريكيين وعائلاتهم بأمان في ظل استمرار العنف في السودان.
وذكر مسؤولون أمريكيون أنه تم إجلاء جميع موظفي الحكومة الأمريكية، وعدد قليل من الموظفين الدبلوماسيين من بلدان أخرى، خلال العملية التي شملت نقل أقل من 100 شخص.