عواصم: «الخليج»، وكالات
تواصلت عمليات إجلاء الأجانب، فراراً من الحرب والفوضى في السودان، أمس الأربعاء، واستقبل ميناء جدة السعودي سفينة تقلّ 1687 مدنياً تمّ إجلاؤهم من السودان، ينتمون إلى 56 دولة، وأعلنت مصر إعادة 1539 من مواطنيها هناك، كما أعلنت سوريا والصومال وليبيا والمغرب إجلاء رعاياها من هذا البلد، كذلك فعلت فرنسا وبريطانيا وألمانيا وهولندا؛ حيث قامت بإجلاء رعاياها بعد رحلة شاقة، معربين عن ارتياحهم للخلاص من جحيم القتال والفوضى.
وكانت سفينة تقلّ 1687 مدنيّاً من أكثر من 50 دولة فرّوا من العنف في السودان، وصلت أمس الأربعاء إلى مدينة جدّة، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية السعودية، في أكبر عمليّة إنقاذ من نوعها تُنفّذها المملكة حتّى الآن. وقالت الخارجية في بيان «وصل صباح الأربعاء إلى مدينة جدّة 13 مواطناً سعودياً، كما بلغ عدد رعايا الدول الشقيقة والصديقة الذين تمّ إجلاؤهم نحو 1674 شخصاً» من 56 دولة، مشيرةً إلى أنهم نُقلوا «من خلال إحدى السفن التابعة للمملكة». وإضافة إلى السعوديين ال13، شملت عملية الإجلاء، الأربعاء، مدنيين من دول في الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى، بحسب بيان وزارة الخارجية.
وأعلنت وزارة الخارجية السورية في بيان أنه «تم بمساعدة الأشقاء في المملكة العربية السعودية إجلاء المئات من السوريين الراغبين بالعودة من مدينة بورتسودان التي وصل إليها فريق من السفارة»، كما تم «إجلاء العشرات» بمساعدة الأردن والجزائر.
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الإندونيسية أن 560 مواطناً تمّ إجلاؤهم من السودان إلى السعودية، لكنها لم توضح ما إذا كانوا جميعهم على متن ذات السفينة التي وصلت إلى جدّة أمس.
جهود مصرية
وفي القاهرة أكدت السفيرة سها جندي، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أن السلطات المصرية أعادت نحو 1539 مصرياً من السودان، حتى مساء الثلاثاء، على متن طائرات عسكرية، وعن طريق الحافلات عبر الحدود البرية. وشددت الوزيرة على أن الجهود مستمرة حتى عودة الجميع إلى مصر. وأكدت أن الوزارة تتواصل مع عدد كبير من أبناء المصريين المقيمين في السودان، بينهم طلاب مصريون يقيمون في الخرطوم، وعددهم نحو 5 آلاف طالب، أي نحو نصف الجالية المصرية هناك، إلا أن عدداً كبيراً منهم كان في مصر في إجازات وقت اندلاع الأزمة.
وفي ليبيا قامت شركة الخطوط الجوية الإفريقية برحلة إجلاء للجالية الليبية من أعضاء السلك الدبلوماسي بالسفارة الليبية والطلبة ورجال الأعمال وموظفي الإفريقية بمحطة الخرطوم الذين قامت السلطات السعودية بنقلهم بواسطة العبارات من ميناء بورتسودان إلى جدة. وقامت طائرة الخطوط الإفريقية التي كانت في انتظارهم، بنقلهم إلى ليبيا، بناء على تكليف حكومة الوحدة الوطنية.
كما وصلت إلى مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء أمس الأربعاء ثاني طائرة للخطوط الملكية المغربية تقل 157 من المواطنين المغاربة قادمة من السودان. ووصلت طائرة أولى إلى مطار محمد الخامس الدولي قادمة من السودان وعلى متنها 136 مواطناً مغربياً، ليصل مجموع المغاربة الذين تم إجلاؤهم من السودان إلى 293 شخصاً.
هروب من الفوضى
وإلى باريس وصل نحو 245 من الذين تم إجلاؤهم من السودان، بينهم 195 فرنسياً، وعبّروا عن ارتياحهم للهروب من القتال العنيف والفوضى. وبعد الهبوط في مطار شارل ديغول، استقبلتهم وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، وقالت ليلى أولكبوس، وهي باحثة دكتوراه عمرها 28 عاماً، «شعرت بالشلل التام». وكانت ليلى تتجول وتجري مقابلات لأطروحتها عندما اندلع القتال في مكان قريب. وأضافت «لم أكن أعرف ماذا أفعل، ولا كيف أخرج.. ما زلت لا أصدق ذلك… ستلاحقني الكوابيس عما حدث».
وقال فرانك هاسر، مستشار التعاون بالسفارة الفرنسية في السودان: «عشنا أسبوعاً من الفوضى.. كان الأمر صعباً للغاية، وكان إطلاق النار في جميع أنحاء المدينة. وكانت هناك رصاصات طائشة في كل مكان، ونوافذ مهشمة في جميع المباني، كان الأمر فوضوياً».
وفي لندن، قالت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا بريفرمان: إن بريطانيا أجلت ما يراوح بين 200 و300 من مواطنيها من الخرطوم، مضيفة أن «عملية مكثفة» تجري لمساعدة البريطانيين الذين تقطعت بهم السبل هناك. وأضافت لشبكة سكاي نيوز «نتوقع أن يكون قد تم نقل ما يقرب من 200 إلى 300 شخص من السودان على متن الرحلات الجوية القليلة الماضية، لكننا نبدأ الآن عملية واسعة النطاق».