قوضت الاشتباكات الدامية في الخرطوم أمس الأربعاء بمحيط القصر الرئاسي بالخرطوم وقرب مبنى الإذاعة والتلفزيون بأم درمان مع استمرار تحليق الطيران الحربي الهدنة الرابعة بين الطرفين، في حين قالت قوى الحرية والتغيير «المجلس المركزي»: «هذه الحرب التي أشعلها ويتكسّب منها النظام البائد ستقود البلاد إلى الانهيار». مؤكدة أن القتال لن يحل القضايا الرئيسية للبلاد، وقد يؤدي بها إلى الانهيار.
وتجددت الاشتباكات في محيط القصر الرئاسي بالخرطوم. وقال الجيش السوداني: إن مجموعات من الدعم السريع هاجمت مقر القيادة العامة بالخرطوم. مضيفاً: «نتصدى لمجموعات الدعم السريع التي تهاجم القيادة العامة ونكبدها خسائر». وأفادت مصادر بوجود تحليق لطائرات الجيش في الخرطوم وأم درمان، فيما تستخدم قوات للدعم السريع مضادات أرضية ومدفعية ضد طائرات الجيش بالخرطوم. كما أفادت المصادر اندلاع اشتباكات عنيفة في محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون بأم درمان، مع تحليق طائرات سوخوي في سماء أم درمان، وسماع دوي مضادات أرضية.
وكانت اشتباكات متقطعة اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في أحياء الخرطوم بحري، وأضافت المصادر أن عربات تابعة للدعم السريع توجهت من جنوب أم درمان إلى مركز المدينة. واتهم الجيش عناصر الدعم السريع بالتمركز داخل الأماكن السكنية لاتخاذ ساكنيها دروعاً بشرية.
مواجهات وتعزيزات
في المقابل، قالت قوات الدعم السريع: «إن الجيش هاجم قواتها بمحيط القصر الجمهوري، وأرض المعسكرات، وسوبا في وقت واحد». وأضافت: «قيادات الجيش لا تلتزم بالهدنة، وعلى المجتمع الدولي تحمّل مسؤولياته». وقال مراسل لرويترز: إن المعارك تجدّدت في أم درمان حيث كان الجيش يقاتل في مواجهة تعزيزات جاءت بها قوات الدعم السريع من مناطق أخرى في السودان.
وقال مسؤول بمستشفى: إن قذيفة أصابت مركز الرومي الطبي في أم درمان مساء الثلاثاء، وانفجرت داخله؛ مما أدى إلى إصابة 13 شخصاً.
واتهم الجيش قوات الدعم السريع باستغلال هدنة مدتها ثلاثة أيام لتعزيز نفسها بالرجال والأسلحة. ومن المقرر أن تنتهي الهدنة مساء اليوم الخميس.
وأصدر الجيش مساء أمس بياناً حذر من خلاله المواطنين من استخدام قوات الدعم السريع الزي العسكري.
جيش موحد محترف
إلى ذلك، قالت قوى الحرية والتغيير «المجلس المركزي»: هذه الحرب التي أشعلها ويتكسّب منها النظام البائد ستقود البلاد إلى الانهيار.
وأضافت قوى الحرية والتغيير في بيانها أن القتال لن يحل القضايا الرئيسية التي كانت الأطراف المدنية والعسكرية تحاول حلها من خلال العملية السياسية، وخاصة الإصلاحات الأمنية والعسكرية التي تقود إلى جيش موحد محترف.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الصحة أمس ارتفاع عدد قتلى الاشتباكات إلى 512 والإصابات 4193 حتى الثلاثاء.
وقالت الوزارة: إن ولاية الخرطوم وحدها شهدت 169 حالة وفاة، و2403 إصابات خلال تلك الفترة.
وذكرت أنه تم التواصل مع قادة الطرفين للمطالبة بالابتعاد عن المستشفيات والمرافق الصحية وعدم اتخاذها نقاط ارتكاز؛ لتسهيل حركة الكوادر والأطباء وعمليات الإمداد. (وكالات)