نزح عشرات الآلاف من السودانيين إلى دول الجوار، هرباً من هول المعارك التي تدور في البلاد، واتجه النازحون الى دول إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان، في وقت لا تزال فيه دول العالم تجلي رعاياها من السودان. وأرسلت الصين سفن بحريتها لإجلاء رعاياها، فيما أعلنت فرنسا أنها بصدد القيام بالمزيد من عمليات الإجلاء.
ومع اشتداد حدة القتال في مدن سودانية عدة، يواجه عدد كبير من المحاصرين بين طرفي الصراع نقصاً حاداً في الغذاء والماء والكهرباء، فضلاً عن انقطاع خدمات الاتصالات بشكل متكرر.
وتقدر الأمم المتحدة عدد الفارين بسبب الحرب في السودان إلى دول الجوار مثل جنوب السودان وتشاد بنحو 270 ألف شخص. وغامر عدد كبير من السودانيين بالخروج من العاصمة في رحلات شاقة وطويلة إلى مصر في الشمال وإثيوبيا في الشرق.
وأعلنت مصر أمس الخميس أنها استقبلت 14 ألف سوداني فروا من الحرب.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية عبور أكثر من 14 ألف سوداني عبر الحدود إلى الأراضي المصرية منذ بدء القتال في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ قرابة أسبوعين.
وأفاد بيان الوزارة بأنه «خلال الأيام القليلة الماضية (..) عبر أكثر من 16 ألف مواطن أجنبي إلى داخل مصر» من بينهم «أكثر من 14 ألف مواطن سوداني».
من جانبه أكد مسؤول بمنظمة الهجرة الدولية وصول أكثر من 3500 شخص بينهم مئات الأتراك، إلى إثيوبيا. وقد تلقت الأمم المتحدة «تقارير تفيد بوصول عشرات الآلاف من الأشخاص إلى إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان».
وأفاد شهود عيان في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور بفرار مواطنين باتجاه الحدود السودانية التشادية لتجنب العنف، على ما أضاف الشهود.
قوافل برية وطائرات وسفن
من جهة ثانية، نظمت الحكومات الأجنبية من جميع أنحاء العالم في الأيام الأخيرة قوافل برية وطائرات وسفن لإجلاء الآلاف من مواطنيها من البلد الذي مزقته المعارك. وأعلنت وزارة الدفاع الصينية أن بكين أرسلت سفن قوتها البحرية إلى السودان لمساعدة رعاياها على مغادرة هذا البلد الذي يشهد حالة من الفوضى حالياً. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية تان كيفي في بيان امس الخميس إن «تدهور الوضع الأمني في السودان مستمر».
وأضاف «من أجل حماية أرواح وممتلكات المواطنين الصينيين» أرسلت البحرية الصينية سفناً «لاستعادة وإجلاء» الرعايا الصينيين من الدولة الإفريقية. وأعلنت بكين أنها أجلت مجموعة أولى من مواطنيها وقدرت عدد الصينيين الذين كانوا يعيشون في السودان قبل بدء المعارك ب1500 شخص. وتقول الصين إنها أكبر شريك تجاري للسودان وإن أكثر من 130 شركة صينية كانت توظف استثمارات وتعمل هناك في منتصف 2022.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصيني و ماو نينغ الأربعاء أكدت أنه سيتم إجلاء نحو 800 صيني من الدولة الإفريقية عن طريق البحر. وأضافت أن أكثر من 300 آخرين سافروا براً إلى دول مجاورة.
تحديات وفوضى
وفي هذا الإطار، قالت وزارة الخارجية الفرنسية امس إن باريس أجلت المزيد من الأشخاص من السودان، مضيفة أن من تم إجلاؤهم شملوا أيضا مواطنين من بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وإثيوبيا وهولندا وإيطاليا والسويد. وأضافت الوزارة أن فرنسا أجلت حتى أمس 936 شخصاً من السودان.
وفي لندن، دعا وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي المواطنين البريطانيين الراغبين في مغادرة السودان إلى الرحيل. وكانت لندن قد أجلت 536 شخصاً الأربعاء على متن ست طائرات، بحسب وزارة الخارجية.
ومن المقرر أن تنظم رحلات أخرى من هذا البلد الغارق في الفوضى والقتال. وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إن بريطانيا قد لا تكون قادرة على مواصلة إجلاء مواطنيها في السودان عندما ينتهي وقف إطلاق النار، وهو أمر من المقرر حدوثه (أمس الخميس) وأكد أن عليهم محاولة الوصول على الفور للرحلات الجوية البريطانية التي تغادر البلاد.
(وكالات)