تواصلت المعارك الضارية، أمس الجمعة، في الخرطوم وفي إقليم دارفور، على الرغم من الإعلان عن تمديد الهدنة في النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المستمر منذ منتصف الشهر الجاري والذي ارتفعت حصيلة ضحاياه إلى قرابة 574 قتيلاً مع الكشف أمس عن مقتل 74 شخصاً في مدينة الجنينة في مطلع الأسبوع، فيما رحّب أعضاء الآلية الثلاثية (الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية والأمم المتحدة) والرباعية الدولية (السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة) في بيان مشترك صدر في واشنطن، باستعداد طرفي النزاع «الانخراط في حوار من أجل التوصل إلى وقف دائم للأعمال القتالية وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق».
وقال شهود إن ضربات جوية ونيران الدبابات والمدفعية هزت الخرطوم، أمس، وتعرضت مدينة بحري المجاورة لقصف عنيف.
وتم استهداف أحد أبراج الاتصالات في الخرطوم، واندلعت النيران فيه. وفي ظل استمرار انتهاكات وقف إطلاق النار التي وصفتها واشنطن بأنها مثيرة للقلق، هز إطلاق نار كثيف وتفجيرات أحياء سكنية في العاصمة، حيث تركز القتال خلال الأسبوع الماضي. وقال مراسل ل«رويترز» إن الدخان الكثيف تصاعد فوق منطقتين في بحري. وأظهرت صور حصلت عليها قناة العربية، حجم الدمار الذي لحق بالسوق المركزي في الخرطوم، حيث تحولت معظم المحال إلى رماد.
74 قتيلاً في الجنينة
وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان في بيان، أمس إن المعارك في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، أسفرت الاثنين والثلاثاء عن سقوط 74 قتيلاً ولم يتم بعد حصر ضحايا يومي الأربعاء والخميس اللذين شهدا استمراراً للقتال العنيف في المدينة.
وأطلقت منظمات ناشطة، أمس، جرس الإنذار بشأن الوضع في دارفور، حيث تدور معارك دامية، لا سيما قرب الحدود التشادية. وتحدثت هيئة محامي دارفور عن ظهور مقاتلين مزودين ب«برشاشات وقذائف ار بي جي ومضادات للطائرات» في الجنينة، أطلقوا قذائف على المنازل. وطالبت الهيئة، برهان وحميدتي بوقف فوري لهذه الحرب العبثية.
وقالت نقابة الأطباء في بيان، أن هناك عمليات نهب وحرق واسعة طالت الأسواق والمرافق الحكومية والصحية ومقرات منظمات طوعية وأممية والبنوك في الجنينة. وذكرت أن الأحداث الدموية لا تزال جارية مخلفة عشرات القتلى والجرحى. وتحدثت الأمم المتحدة عن توزيع أسلحة على المدنيين في دارفور.
قتلى في الفاشر بينهم 13 طفلاً
وكشفت إحصائية رسمية صادرة عن وزارة الصحة بولاية شمالي دارفور، أن الاشتباكات المسلحة في الفاشر، خلفت ما لا يقل عن 13 طفلاً قتيلاً و39 جريحاً، فيما تجاوز عدد القتلى المدنيين ال62 شخصاً و383 جريحاً.
وطبقاً للتقارير، فإن أغلب الأطفال الضحايا هم نتاج القذائف والطلقات العشوائية، ما أجبر ذلك أعداداً كبيرة من العائلات للهروب من منازلهم إلى أحياء سكنية أخرى أكثر أمناً.
تمديد الهدنة
في الساعات الأخيرة قبل انتهاء هدنة من ثلاثة أيام لم يتم الالتزام بها فعلياً، أعلن الجيش وقوات الدعم السريع موافقتهما مساء الخميس، على تمديد وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة إضافية، بمساعٍ أمريكية وسعودية.
ومنذ 15 إبريل، أعلن عن هدن عدة، سجلّ خلال بعضها تراجع محدود في حدة المعارك أسهم في حصول عمليات إجلاء رعايا أجانب، لكن لم يتم الالتزام بها بشكل ثابت.
ضمان وصول المساعدات
إلى ذلك،رحب أعضاء الآلية الثلاثية (الاتحاد الإفريقي، والهيئة الحكومية للتنمية، والأمم المتحدة) ودول الرباعية (الإمارات، والسعودية، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية) بالإعلان الصادر عن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، بتمديد وقف إطلاق النار الحالي لمدة 72 ساعة إضافية، ودعت إلى تنفيذه بالكامل.
جاء ذلك في بيان مشترك للآلية الثلاثية ودول الرباعية صدر في واشنطن.
ورحب البيان باستعدادهم بالانخراط في حوار من أجل التوصل إلى وقف دائم للأعمال العدائية وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وتابع: ستسهم هذه المرحلة الدبلوماسية الأولية في وقف دائم للأعمال العدائية والترتيبات الإنسانية، ما سيسهم في تطوير خطة لخفض التصعيد على النحو المبيّن في بيان الاتحاد الإفريقي الصادر في 20 إبريل، والذي أقرته الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والترويكا والشركاء الآخرين. ورحبت دول عدة بتمديد اتفاق وقف إطلاق النار، ودعت إلى تنفيذه بالكامل.
وشدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه والمبعوث الأممي فولكر بيرتس على ضرورة استمرار الهدنة الإنسانية واستئناف مسار العملية السياسية عبر الحوار.
بدورها، حثت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري الطرفين إلى الالتزام التام بوقف النار.وشددت في بيان، أمس، على ضرورة التقيد بتلك الهدنة، بصورة أفضل من سابقاتها.(وكالات)