عدن «الخليج»:
رحب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ بإطلاق سراح اللواء فيصل رجب بمبادرة أحادية الجانب من ميليشيات الحوثي، وسط استعدادات لجولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة اليمنية والحوثيين، فيما واصل مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية «مسام» نزع ألغام ميليشيات الحوثي في الأراضي اليمنية.
ودعا غروندبرغ، في تغريدة نشرها مكتبه على «تويتر»، أمس الأحد، جميع الأطراف اليمنية للبناء على التقدم، الذي تمّ إنجازه في ملف الأسرى والمحتجزين، وتكثيف جهودهم للوفاء بالتزاماتهم كما ورد في اتفاق استوكهولم بالإفراج عن كافة المحتجزين، وفق مبدأ الكل مقابل الكل. ورحبت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، بموافقة جماعة الحوثي على الإفراج عن اللواء فيصل رجب من طرف واحد، بعد ثماني سنوات قضاها في سجونها.
وقال ماجد فضائل، عضو الفريق الحكومي المفاوض في لجنة الأسرى والمختطفين: «سعداء بالأخبار التي تتحدث عن خروج اللواء فيصل رجب، بكل الأحوال نحن نتمنى خروج الجميع، وألّا يبقى أي محتجز أو مختطف في سجون ومعتقلات الجماعة».
ومن المرتقب أن تعقد الحكومة اليمنية وميليشيات الحوثي جولة جديدة، بعد أسبوعين، بإشراف الصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة، لتبادل عدد آخر من الأسرى والمختطفين لدى الطرفين، بعد نجاح الجولة السابقة، رمضان المنصرم. وكانت ميليشيات الحوثي أطلقت، أمس الأول السبت، القائد العسكري البارز في الجيش اليمني، اللواء فيصل رجب، بعد ثماني سنوات من رفضها لقرار مجلس الأمن الدولي 2016، الذي قضى بإطلاقه، ووزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي والسياسي اليمني المعروف محمد فحطان. وكان رجب وقع في أسر ميليشيات الحوثي، عام 2015 قبل يوم من إطلاق «عاصفة الحزم» من قبل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وظلت الميليشيات ترفض الاستجابة لقرار مجلس الأمن، ورفضت إدراجه ضمن قائمة تبادل الأسرى مع الحكومة اليمنية الشرعية. وقالت ميليشيات الحوثي، إنها أطلقت رجب استجابة لمساعٍ قبلية من محافظة أبين، التي ينتمي إليها الأخير، في تحرك رتب له مسبقاً، مع قيادات قبلية، يشك في موالاتها للحوثيين، وفي مسعى لتحقيق اختراق في المناطق الجنوبية وتحييد موقف القبائل. واستبقت ميليشيات الحوثي صفقة التبادل المرتقبة، بعد أسبوعين، مع الحكومة الشرعية، بإطلاق سراح رجب، للتنصل عن أي التزام مع وفد الحكومة الشرعية.
من جهة أخرى، أعلن مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام خلال الأسبوع الرابع من إبريل/نيسان 2023، عن انتزاع 836 لغماً، زرعتها ميليشيات الحوثي في مختلف مناطق اليمن، منها لغم واحد مضاد للأفراد، و217 لغماً مضاداً للدبابات، و614 ذخيرة غير منفجرة، و4 عبوات ناسفة. وارتفع عدد الألغام المنزوعة منذ بداية المشروع إلى 396 ألفاً و558 لغماً وعبوة ناسفة زرعتها ميليشيات الحوثي بعشوائية في الأرجاء اليمنية لحصد المزيد من الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن.