عادي
2 مايو 2023
15:20 مساء
الخرطوم – أ ف ب
تواصلت المعارك العنيفة في السودان، الثلاثاء، بين الجيش وقوات الدعم السريع، على الرغم من هدنة يتم تمديدها بانتظام من دون الالتزام بها، فيما يحذر المجتمع الدولي من وضع إنساني «كارثي».
وقال أحد سكان الخرطوم: «نسمع طلقات نارية وهدير طائرات حربية ودوي مدافع مضادة للطائرات».
وتسود حالة من الفوضى العاصمة السودانية منذ اندلعت المعارك في 15 نيسان/إبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأسفرت المعارك في الخرطوم ومناطق أخرى، خصوصاً دارفور (غرب)، عن سقوط أكثر من 500 قتيل و5000 جريح، بحسب البيانات الرسمية التي يُعتقد بأنها أقلّ بكثير من الواقع.
– نزوح ولجوء
يستمر الأجانب في مغادرة البلاد، كما يواصل السودانيون بالآلاف النزوح داخل بلدهم أو الفرار إلى الدول المجاورة.
وقال متحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة خلال مؤتمر صحفي دوري في جنيف: إن المعارك الدائرة في السودان أجبرت أكثر من 334 ألف شخص على النزوح داخل البلاد، وأكثر من 100 ألف آخرين على اللجوء إلى الدول المجاورة.
وأعلن الجيش الروسي، الثلاثاء، إجلاء أكثر من 200 شخص من السودان إلى موسكو، ومن بينهم دبلوماسيون وطواقم عسكرية وأقاربهم ومواطنون آخرون من روسيا ومن «دول صديقة» وجمهوريات سوفييتية سابقة.
وتتوقع الأمم المتحدة فرار 800 ألف شخص إلى الدول المجاورة مثل مصر وتشاد وأثيوبيا وإفريقيا الوسطى.
أما الذين لا يستطيعون مغادرة السودان، وهم كثر لعدم توفر الإمكانات المالية، فيواجهون نقصاً في الغذاء والمياه والكهرباء، فيما تصل درجة الحرارة في الخرطوم إلى 40 درجة مئوية.
– كارثة حقيقية
خلال اجتماع في الأمم المتحدة مساء الاثنين، حذّر منسق المساعدات الإنسانية للسودان عبده دينغ من أن النزاع يحوّل المأساة الإنسانية إلى «كارثة حقيقية».
والثلاثاء، أعلنت الأمم المتحدة أن برامجها المخصصة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان لم تؤمّن حتى اليوم سوى 14% من التمويلات اللازمة لعملياتها لهذا العام، وبالتالي فهي ما زالت بحاجة إلى 1.5 مليار دولار لتلبية هذه الاحتياجات التي تفاقمت منذ اندلاع المعارك.
بدوره حذّر الرئيس الكيني وليام روتو من أن الوضع في السودان بلغ «مستوى كارثياً».
وفي اتصال هاتفي مع الرئيس الكيني، كرر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن دعم الولايات المتحدة للجهود الدبلوماسية المبذولة من أجل إنهاء النزاع وتأمين وصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق.
وتوجّه مفوّض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث الاثنين إلى نيروبي في مهمة عاجلة.
وما زاد الوضع تفاقماً هو أن أعمال العنف والنهب لم توفر المستشفيات ولا المنظمات الإنسانية التي اضطر العديد منها إلى تعليق أعماله في السودان.
وتخشى منظمة الصحة العالمية كذلك من كارثة في النظام الصحي الذي كان أساساً هشاً في بلد هو من الأفقر في العالم.
وتعمل 16% فقط من المنشآت الصحية في الخرطوم، لكنها تعاني نقصاً في المستلزمات وكوادرها الطبية منهكة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
– عمليات إجلاء عاجلة
مع ذلك ترسل المساعدات بالقطّارة، فقد وصلت ست حاويات من منظمة الصحية العالمية محملة بمستلزمات طبية لمعالجة المصابين بجروح خطِرة ومن يعانون سوء تغذية حاداً. وتم توزيع وقود على بعض المستشفيات التي تعتمد في الكهرباء على المولّدات.
وعاود برنامج الأغذية العالمي استئناف نشاطه بعد أن علّقه مؤقتاً، إثر مقتل ثلاثة من موظفيه في بداية الحرب.
وخارج الخرطوم، تسود الفوضى في ولاية غرب دارفور، حيث بات مدنيون يشاركون في أعمال العنف بين القبائل المتناحرة، بحسب الأمم المتحدة.
وأحصت الأمم المتحدة سقوط قرابة مئة قتيل منذ الأسبوع الماضي، عندما بدأ القتال في هذه المنطقة التي شهدت في العقد الأول من الألفية الثانية حرباً أهلية أوقعت 300 ألف قتيل وأدت إلى نزوح 2.5 مليون شخص.
https://tinyurl.com/5h3wu5ff





