أعلن عضو مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي حضور «محادثات مباشرة» في جدة بالسعودية خلال اليومين المقبلين لبحث هدنة بالبلاد، بمشاركة ممثلين عن قائد قوات «الدعم السريع» الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي»، مشدداً في الوقت نفسه على أنه «لا جلوس» مع الأخير، فيما أكد عضو المجلس الفريق أول ركن ياسر العطا أنه «ليس هناك أي متسع لمفاوضات مع الدعم السريع والأولوية الراهنة لحسم ما سماه بالتمرد».
وجاءت تصريحات الكباشي، في مداخلة هاتفية مساء الاثنين مع قناة «القاهرة الإخبارية». وقال الكباشي «عرضت علينا مبادرتان من الولايات المتحدة والسعودية والثانية من «إيقاد»، وكل مبادرة طرحت رحبنا بها».
وقال: «رحبنا بالمبادرة الأمريكية السعودية لأنها تتحدث عن هدنة وتمت أكثر من مرة لكن ميليشيات حميدتي كانت تخرقها».
وأوضح الكباشي: «الآن نتحدث مع أصحاب المبادرة أمريكا والسعودية في نقطة واحدة فقط هي متطلبات الهدنة والعمل الإنساني». وكشف أنه «كان هناك حديث غير مباشر بين الجيش والدعم السريع من عدة أيام وتم الاتفاق على أن تنقل هذه المحادثات مباشرة إلى جدة ولن نتحدث هناك إلا على نقطة واحدة هي الهدنة والعمل الإنساني وربما نطور ذلك».
وكان رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتس، قال إن المحادثات التي يرتقب انطلاقها فنية وليست سياسية.
وقال: «المبادرة الأمريكية السعودية قطعت شوطاً بعيداً، وربما ممثلونا سيسافرون إلى جدة وفق ترتيب أصحاب المبادرة خلال اليومين القادمين».
ورداً على سؤال بشأن صحة سفر ممثلي الجيش إلى جدة حالياً، قال: «ترتيب السفر سيكون بواسطة أصحاب المبادرة السعودية والولايات المتحدة».
واستدرك: «لا مجال لحوار سياسي مع حميدتي فهؤلاء متمردون وحسابنا معهم عسكري وليس سياسياً».
وأضاف بجزم: «لن نجلس مع حميدتي أو شقيقه عبد الرحيم، ولن نقبل أن يكون الدعم السريع جزءاً من أي عمل سياسي أو عسكري».
من جهته، قال عضو مجلس السيادة الفريق أول ياسر العطا، أمس الثلاثاء، في مداخلة مع قناة «الحدث» لا تفاوض ولا اتصال مع حميدتي إلا بعد تقديمه إلى العدالة.
كما اعتبر أن «انهيار قوات ما يُسمى بالدعم السريع قد بدأ»، مضيفاً أن تلك القوات أنشئت لحماية النظام السابق، وشدد على أن «تلك الميليشيات تمردت على الدولة، وراحت تنهب مقدرات البلاد».
كذلك أكد ألا تفاوض مع الميليشيات والأولوية هي لحسم المعركة، مضيفاً أن أي وساطة سياسية لن تنجح في الوقت الحالي.
وفيما يتعلق بالوضع الميداني أوضح أن المعارك العسكرية أدت إلى سيطرة كاملة للجيش على كافة ربوع السودان باستثناء جيوب قليلة في ولايتين.
أما في العاصمة الخرطوم، فأشار إلى أن قوات الدعم السريع حشدت كل قواها هناك، ولا تزال الاشتباكات مستمرة.
إلى ذلك، شدد على أن القوات المسلحة متماسكة ومتوازنة، واعداً بإعلان النصر الحاسم قريباً. واتهم الدعم السريع بالاحتماء في الأحياء والشوارع المكتظة بالمدنيين، لذا يمتنع الجيش عن قصفها، ما يؤخر الحسم قليلاً.
لكنه أوضح في الوقت نفسه أن خططاً وضعت من أجل الحسم، وتحرير كافة المناطق. (وكالات)