متابعات – الخليج
تشهد المملكة المتحدة حدثاً تاريخياً السبت 6 مايو/ آيار، إذ يتم تتويج الملك تشارلز الثالث الذي تولى العرش خلفاً لوالدته الملكة إليزابيث بعد انتظار دام 75 عاماً.
مرتدياً تاج القديس إدوارد، والذي يعد القطعة المركزية في مجوهرات العرش البريطاني، بالإضافة إلى ثوب جدّه المصنوع من الكتان الأبيض وحزام السيف الخاص به وملابس يعود تصنيعها إلى ألف عام، سيتم تتويج الملك تشارلز الثالث 6 مايو/ آيار في كنيسة «وستنمنستر أبي» في لندن.
سيتوج الملك بتاج القديس إدوارد وهو من الذهب الخالص ويعود إلى القرن السابع عشر، وهو ثقيل بشكل استثنائي ويستخدم في لحظة التتويج فقط.
اختار الملك شخصياً موسيقى الحفل الذي سيضم 12 مقطوعة تأليفها بطلب من القصر حديثاً، بما في ذلك نشيد من الملحن «أندرو لويد ويبر»، وسيتم غناء جزء من مراسم حفل التتويج باللغة «الويلزية»، وسيشمل العازفون المنفردون مغني الأوبرا الويلزي المشهور عالمياً السير برين تيرفل، وستكون هناك موسيقى أرثوذكسية يونانية تخليداً لذكرى والد الملك الأمير فيليب الذي وُلد في اليونان، كما ستؤدي جوقة كنسية، وكذلك الكورال من مدرسة وستمنستر فقرات، وبشكل منفصل، تم إطلاق حملة لتجنيد الآلاف من قارعي الأجراس للاحتفال بالتتويج في إطار برنامج «دقوا الأجراس من أجل الملك»، وتبلغ تكلفة مراسم تتويج الملك وفقاً لمصادر بوزارة الداخلية البريطانية نحو 250 مليون جنيه إسترليني.
يعد حفل التتويج بمثابة احتفال ديني رمزي يتم من خلاله تتويج الملك، فضلاً عن الفعل المادي بوضع التاج على رأسه ويضفي حفل التتويج الطابع الرسمي على دور الملك كرئيس لكنيسة إنجلترا، ويؤشر على تغير ألقابه وسلطاته، وبالإضافة إلى العائلة المالكة.
يشمل الحاضرون رئيس الوزراء وممثلين عن مجلسي البرلمان ورؤساء الدول وأفراد العائلات المالكة الأخرى من جميع أنحاء العالم وخلال التتويج يشاهد للمرة الأولى الأمير هاري مع العائلة المالكة منذ نشر مذكراته في يناير/ كانون الأول الماضي.
ظلت مراسم حفل التتويج على حالها منذ أكثر من ألف عام، ويُعد الحفل البريطاني هو الحدث الوحيد المتبقي من نوعه في أوروبا.
وقال قصر باكنغهام إنه على الرغم من أن التتويج سيكون «وفق التقاليد القديمة»، إلا أنه «سيعكس أيضاً دور الملك اليوم والتطلع إلى المستقبل»، ومن المحتمل أن يكون أقصر مدة وأصغر حجماً من مراسم حفل تتويج الملكة إليزابيث الثانية عام 1953، مع تمثيل مجموعة واسعة من الأديان. ومن المتوقع أيضاً أن يكون موكب التتويج أكثر تواضعاً. وكان قد شارك في موكب الملكة إليزابيث 16 ألف مشارك، واستغرق الأمر 45 دقيقة لعبور أي نقطة ثابتة على الطريق البالغ طوله 7 كيلومترات، وهذه المرة سوف يتوجه الملك وكاميلا، الملكة القرينة، إلى وستمنستر أبي في موكب الملك، ويعودان إلى قصر باكنغهام في موكب أكبر، حيث سينضم إليهما أعضاء آخرون من العائلة المالكة.
مراسم التتويج
- لمراسم التتويج عدة مراحل هي:
• الاعتراف: أثناء وقوفه بجانب كرسي التتويج البالغ من العمر 700 عام، يتم تقديم الملك لأولئك الذين تجمعوا في الدير من قبل رئيس أساقفة كانتربري، حيث سيهتف الحضور «حفظ الله الملك» وتنطلق الأبواق.
• القسم: يقسم الملك على احترام القانون وكنيسة إنجلترا.
• المسحة: يتم إزالة رداء الملك ويجلس على كرسي التتويج الذي تحيط به قطعة قماش ذهبية لإخفاء الملك عن الأنظار، حيث يقوم رئيس أساقفة كانتربري بمسح يدي الملك وصدره ورأسه بالزيت المقدس المصنوع وفقاً لوصفة سرية، ولكنه معروف باحتوائه على العنبر وزيت زهور البرتقال والورد والياسمين والقرفة، ولن يحتوي الزيت الذي تم إعداده لتشارلز على أي مكونات ذات مصدر حيواني.
• التنصيب: يمنح الملك أدوات الدولة بما في ذلك الجرم السماوي الملكي الذي يمثل السلطة الدينية والأخلاقية، والصولجان الذي يمثل القوة، وصولجان الملك وهو قطعة من الذهب تعلوه حمامة مطلية بالمينا البيضاء والتي ترمز للعدل والرحمة، وأخيراً، يضع رئيس الأساقفة تاج القديس إدوارد على رأس الملك.
• الجلوس: يترك الملك كرسي التتويج وينتقل إلى كرسي العرش، حيث ينحني أعضاء مجلس اللوردات أمام الملك إجلالاً له، ثم تمسح الملكة القرينة بنفس الطريقة وتتوّج.
وأعلن قصر باكنغهام أن الماسة «كوّة نور» لن تستخدم في تتويج الملكة القرينة، كاميلا، وأضاف القصر أن كاميلا سوف تتوج بتاج الملكة ماري، الذي نقل من برج لندن لإجراء تعديل على حجمه استعداداً لمراسم التتويج في 6 مايو/ أيار المقبل.
ويعتقد أنها المرة الأولى في «التاريخ الحديث» التي يجري فيها «إعادة تدوير» تاج قديم من أجل مراسم تتويج.
كما سيرصّع التاج بأحجار من الماس من مجوهرات الملكة إليزابيث الثانية، وفي خطوة تهدف إلى تكريم الملكة الراحلة، سيعاد ترصيع التاج بأحجار الماس من مجموعة مجوهراتها الشخصية، معروفة باسم «كولينان 3 و 4 و5».
ودأبت الملكة الراحلة على وضع تلك الماسات في دبوس زينة «بروش»، وهي مكتشفة في جنوب إفريقيا.
وقال قصر بكنغهام إن أكثر من 2200 ضيف سيشهدون مراسم تتويج الملك تشارلز، منهم ممثلون عن 203 دول، فضلاً عن المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية.
وذكر القصر في بيان، أن من بين الضيوف في الكنيسة فائزين بجوائز نوبل وممثلين دينيين ورؤساء دول ووزراء خارجية.
وفي موكب عسكري ضخم يشارك نحو 5 آلاف من أفراد القوات المسلحة البريطانية في تتويج الملك تشارلز الثالث، وينضم إليهم جنود من أكثر من 30 دولة من دول الكومنولث، لتشكيل واحد من أكبر الاحتفالات العسكرية منذ عقود.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن آلاف الجنود والبحارة والطيارين سيرافقون الملك وقرينته كاميلا، بين قصر باكنغهام وكنيسة وستمنستر في طريقهما من وإلى المراسم المقررة في 6 مايو، وستدوي أصوات التحية بالبنادق في جميع أنحاء البلاد للاحتفال بلحظة تتويج الملك، قبل أن يحلّق عسكريون في وقت لاحق بأكثر من 60 طائرة من طراز«سبيفاير» التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية.