حذر أغنى رجل أعمال في روسيا، الكرملين من مصادرة أصول الشركات التي فرت في أعقاب غزو أوكرانيا. وقال إن مثل هذه الخطوة ستعيد البلاد إلى الوراء لأكثر من 100 عام.ووفق بيان، قال رئيس شركة المعادن العملاقة نوريلسك نيكل (نيلسي) وأكبر مساهميها، فلاديمير بوتانين، إن روسيا تخاطر بالعودة إلى الأيام المضطربة لثورة 1917 إذا أغلقت الباب في وجه الشركات والمستثمرين الغربيين. وحث الحكومة الروسية على المضي بحذر شديد فيما يتعلق بمصادرة الأصول.وتابع بوتانين: “إن قرار العديد من الشركات بتعليق العمليات في روسيا، كما يمكنني القول، عاطفي إلى حد ما بطبيعته، وربما يكون قد تم اتخاذه نتيجة ضغوط غير مسبوقة من الرأي العام في الخارج عليهم.. لذلك على الأرجح سيعودون.. وشخصيا سأحتفظ بهذه الفرصة لهم”.
و”بوتانين” هو أغنى ملياردير في روسيا ولا يزال تبلغ ثروته حوالي 22.5 مليار دولار، وفقًا لوكالة “بلومبرغ”، على الرغم من خسارة حوالي ربع ثروته هذا العام مع انهيار أسهم شركته “نوريلسك نيكل”. حيث خسرت أسهم الشركة أكثر من 90% في تعاملات لندن قبل تعليقها هذا الشهر على الرغم من ارتفاع أسعار سلعها.وشركة “نوريلسك نيكل” هي أكبر منتج للبلاديوم والنيكل عالي الجودة في العالم، فضلاً عن كونها منتجًا رئيسيًا للبلاتين والنحاس.وأفلتت الشركة ومنتجاتها الأولية من العقوبات التي فرضتها الدول الغربية التي عصفت بالاقتصاد الروسي.وتخلت العشرات من الشركات الأميركية والأوروبية واليابانية عن المشاريع المشتركة والمصانع والمتاجر والمكاتب وغيرها من الأصول خلال الأسبوعين الماضيين ردا على الغزو الروسي لأوكرانيا والعقوبات.وانضم إليهما “غولدمان ساكس” و”جيه بي مورغان” يوم الخميس، وهما أول بنوك غربية كبرى تعلن أنها ستنسحب من روسيا بالكامل منذ اندلاع الأزمة في فبراير.
بوتين
في المقابل، يقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه يؤيد خطة لإدخال “إدارة خارجية” للشركات الأجنبية التي تغادر روسيا.وأضاف: “نحن بحاجة إلى التصرف بشكل حاسم مع تلك الشركات التي ستغلق إنتاجها.. ومن الضروري إذن إدخال الإدارة الخارجية ثم نقل هذه المؤسسات لمن يريد العمل”.فيما وضعت منظمة حقوق المستهلك الروسية قائمة بالشركات التي قررت المغادرة ويمكن تأميمها، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “إزفستيا” الروسية نقلته لاحقًا وكالة الأنباء الحكومية “تاس”.وتشمل الوثيقة التي تم إرسالها إلى الحكومة الروسية ومكتب المدعي العام، نحو 59 شركة، بما في ذلك “فولكس فاغن”، و”أبل”، و”ايكيا”، و”مايكروسوفت”، و”آي بي إم”، و”شل”، و”ماكدونالدز”، و”بورش”، و”تويوتا”، و”إتش آند إم”، ويمكن تحديثها بمزيد من العلامات التجارية.وقال الملياردير الروسي إنه لم يكن من المناسب بشكل خاص الحديث عن تأميم الأصول الغربية، لكن اقتراح الكرملين قد يسمح “للمالكين بالاحتفاظ بالأصول والشركات لتجنب الانهيار، ومواصلة إنتاج المنتجات ودفع الأموال للموظفين”.وكتب: “أتفهم أنه في ضوء القيود الاقتصادية الموجهة ضد روسيا، قد تكون هناك رغبة مفهومة في الرد بشكل مماثل”.ودعا روسيا إلى تخفيف القيود المفروضة على العملات الأجنبية بحيث يمكن دفع الفائدة على السندات والقروض الأجنبية. خلاف ذلك، كان هناك خطر من أن تتخلف البلاد عن سداد ديونها الخارجية بالكامل، والتي قدّرها بحوالي 480 مليار دولار.