أدى عشرات الآلاف صلاة الجمعة، أمس، في المسجد الأقصى المبارك، رغم الإجراءات العسكرية المشددة التي فرضتها القوات الإسرائيلية في محيط المسجد والبلدة القديمة، فيما شنت هذه القوات حملة اعتقالات في الضفة الغربية، تخللتها مواجهات في بعض المناطق أوقعت عدداً من الإصابات في صفوف الفلسطينيين، وواصلت هذه القوات حصارها لمدينة أريحا لليوم الرابع عشر على التوالي، في وقت تستعد منظمات استيطانية لحشد جماعي كبير لاقتحام باحات المسجد الأقصى، في حين تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن محادثات سرية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لاستخراج الغاز من غزة.
وقدرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بأن نحو 40 ألف مواطن أدوا صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى، وسط انتشار القوات الإسرائيلية في شوارع المدينة ومحيط المسجد، وتمركزها عند بواباته، والتدقيق في البطاقات الشخصية للمصلين.
واعتقلت القوات الإسرائيلية، أمس الجمعة، ثمانية فلسطينيين من محافظتي الخليل وجنين، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية («وفا»).
وذكرت مصادر فلسطينية أن القوات الإسرائيلية اقتحمت مخيم الفوار جنوب الخليل، واعتقلت اثنين من الفلسطينيين، واعتقلت آخرين في مدينة الخليل. وفي منطقة جنين، اعتقلت القوات الإسرائيلية أربعة شبان فلسطينيين. وأصيب خمسة مواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، أمس الجمعة، جراء قمع القوات الإسرائيلية مسيرة كفر قدوم الأسبوعية، شرق قلقيلية.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، أن القوات الإسرائيلية تواصل نصب حواجزها العسكرية على مداخل مدينة أريحا ومخارجها الرئيسية والفرعية، وإيقاف المركبات والشاحنات وتفتيشها والتدقيق في هويات الركاب، وإعاقة حركة وتنقل المواطنين والبضائع.
من جهة أخرى، أعلنت «منظمات الهيكل» الإسرائيلية المتطرفة، أنها تستعد لاقتحام جماعي لباحات المسجد الأقصى بعد 13 يوماً، وأنها ستحشد 5000 من أتباعها فيما يسمى «يوم توحيد القدس». وقالت «منظمات الهيكل» في بيان أمس الجمعة: «سنحطم الرقم القياسي، تبقى 13 يوماً على موعدنا لتنفيذ اقتحام جماعي كبير لباحات المسجد الأقصى».
في غضون ذلك، تسلّمت طواقم الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية، جثامين ثلاثة قتلى من نابلس كانت محتجزة لدى السلطات الإسرائيلية، قرب حاجز عورتا جنوب نابلس. وصادق وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، على تسليم جثامين الشبان الثلاثة، الذين قتلوا في اشتباكات مع القوات الإسرائيلية على حاجز صرة العسكري قرب نابلس شمالي الضفة الغربية، في 12 مارس/آذار الماضي.
إلى ذلك، كشفت القناة 13 الإسرائيلية، عن «محادثات سرية» تجريها الحكومة الإسرائيلية، لبحث إمكانية استخراج الغاز من حقل «غزة مارين»، في «محاولة لإنعاش السلطة الفلسطينية اقتصادياً». وفي تقرير صحفي نشرته القناة مساء الخميس، قالت إن حكومة بنيامين نتنياهو تجري «محادثات سرية» مع السلطة الفلسطينية، لاستخراج الغاز من الحقل في شواطئ قطاع غزة، المعروف باسم «غزة مارين»، بموافقة نتنياهو ووزير الجيش يوآف غالانت. وأشار التقرير إلى أن الحكومة الإسرائيلية أجرت مناقشات داخلية بشأن حقل الغاز الذي يبعد 36 كيلومتراً عن ساحل غزة في مياه المتوسط، بعد تشكيلها نهاية العام الماضي، وأفاد بأن المحادثات تجددت كجزء من العملية السياسية والأمنية التي بدأت مؤخراً بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، بوساطة أمريكية.