مع بدء الحرب في الخرطوم، اضطرت إسراء حسب الرسول، إلى إخراج توأميها على عجل من الحاضنة لأن المستشفى الذي كانا فيه تعرض للقصف، لكن أحدهما توفي بسبب نقص في الأكسجين وعدم توفر سيارة إسعاف، فيما فاجأ المخاض أمينة محمود، لكنها عجزت عن الوصول إلى المستشفى الذي كانت تحجز فيه منذ أكثر من 3 أشهر لاستقبال طفلها الأول.
تمكنت الأم الشابة من الوصول إلى دار توليد صغيرة في أم درمان الضاحية الشمالية الغربية للخرطوم، حيث تسهر على سلامة طفلها الباقي على قيد الحياة. عندما سقطت القنابل الأولى على المستشفى في 20 إبريل «قيل لنا إنه يجب إجلاء الجميع على الفور وأن علينا أن نأخذ توأمينا». وأضافت: «لم تكن هناك سيارة إسعاف لذلك اضطررنا إلى نقلهما بما تيسر وتوفي أحدهما بسبب نقص في الأكسجين».
إسراء ليست الأم الوحيدة التي تأثرت بالحرب، فبحسب الأمم المتحدة «يتوقع أن تلد 24 ألف امرأة في الأسابيع المقبلة» في الخرطوم.
بحسب المصدر نفسه تنتظر 219 ألف امرأة حالياً إنجاب طفل في العاصمة، حيث يعيش أكثر من 5 ملايين نسمة بدون مياه أو كهرباء ويعمدون إلى تقنين كمية الطعام القليلة المتبقية.
500 ولادة
يظل مستشفى الندى الصغير المكون من أربعة طوابق مفتوحاً على الرغم من كل الصعاب، وخصوصاً بفضل تبرعات سخية من جمعية الأطباء السودانيين الأمريكيين (SAPA) كما يقول مديره محمد فتح الرحمن.
وتابع: بهذه الأموال التي جمعت عبر قنوات التضامن من المغتربين في بلد معزول عن النظام المصرفي العالمي في ظل الحظر المفروض في التسعينات والعقد الأول من القرن ال21، تمكنا من توليد 500 رضيع- ولادة طبيعية أو عن طريق عملية قيصرية- واستقبال 80 طفلاً في قسم طب الأطفال منذ بداية الحرب، بحسب قوله.
منع بالقانون
من جانبها، وبعد معاناة كادت أن تكلفها حياتها اضطرت أمينة لوضع مولودها داخل البيت بعد أن سلمت نفسها إلى إحدى القابلات المحليات اللائي يمنعهن القانون السوداني من ممارسة مهنة التوليد داخل البيوت.
وبسبب الحرب؛ تجد الكثير من النساء الحوامل صعوبة بالغة في الوصول إلى المستشفيات، ما يؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة أو حدوث مضاعفات خطِرة.
وتقول هويدا محمد الحسن مستشارة النساء والتوليد ل «سكاي نيوز عربية»: إن هناك مخاطر كثيرة تتعرض لها المرأة عند الولادة في المنزل خصوصاً في حالة الحمل الأول.
وتؤكد الحسن، أهمية الولادة في المستشفيات، مشيرة إلى أن الولادة على أيدي القابلات المتدربات في المنزل تكون قليلة الخطورة في حالة الحمل الثاني أو الثالث أو الرابع.
(وكالات)