تجددت الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أمس الأحد، في العاصمة الخرطوم، ودار قتال عنيف بمحيط السوق العربي وسط الخرطوم،فيما قتل أكثر من 20 شخصاً وأصيب العشرات إثر تجدد الاشتباكات بين قبيلتي المسيرية والمعاليا في ولاية غرب كردفان،في حين حثت الهيئة الحكومية الدولية للتنمية «إيقاد»، أمس الأحد، طرفي الصراع على اغتنام فرصة المحادثات في جدة لوقف إطلاق النار.
وقال شهود عيان إن الطائرات الحربية حلقت وسمع دوي انفجار قوي وأصوات أسلحة ثقيلة في منطقة بحري شمالي العاصمة الخرطوم.
وطبقاً للشهود، سمع أيضاً دوي انفجارات واشتباكات مسلحة في مقر سلاح الإشارة بمدينة بحري.وبحسب المصدر ذاته فقد تصاعدت أعمدة الدخان من وسط الخرطوم بكثافة بسبب الاشتباكات المتواصلة في محيط القصر الرئاسي والقيادة العامة للجيش في وسط الخرطوم.
وشهدت منطقة الصحافة جنوب الخرطوم اشتباكات عنيفة بين الجانبين.
وفي السياق، أعلنت القوات المسلحة السودانية في بيان، تصديها لهجوم شنته مجموعة من قوات الدعم السريع على قيادة قوات الدفاع الجوي، مشيرة إلى سقوط قتلى في صفوفهم خلال الاشتباكات، فضلاً عن تدمير عدد من عرباتهم.
وأضافت أن قوات الجيش تمكنت من قتل قناص أجنبي لم تعرف جنسيته في منطقة بحري العسكرية. وقال مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة في بيان: «اشتبكت قواتنا مع مجموعة من الميليشيا المتمردة مساء السبت باتجاه صينية بري، وتصدت لهم قواتنا بقوة وفر المتمردون تجاه الجنوب وجار حصر الخسائر».
وأشار إلى أن «7 من أفراد قوات الدعم السريع سلموا أنفسهم للقوات السودانية بالخرطوم».
وأوضح الجيش في بيانه أن «قوات الدعم السريع مستمرة في كسر ونهب البنوك التجارية والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة، حيث نهبوا بنك التضامن الإسلامي بشارع السيد عبدالرحمن وبنك المال بالخرطوم، ومقر الإدارة العامة للمرور بسوبا ومزارع النفيدي».
رصد تعزيزات
وأكد أنه «تم رصد مجموعة تعزيز لقوات الدعم السريع مكونة من 25 عربة قتالية تحركت من جنوب دارفور قبل أسبوع وما زالت في طريقها إلى العاصمة، بجانب قوة أخرى على متن 38 عربة متوقفة حالياً في موقع لم يكشف عنه».
كما ذكر أن «قوة من الدعم السريع على متن 100 عربة تحركت إلى منطقة الزرق، ويجري رصدها».
إلى ذلك،دانت الجامعة العربية،أمس، الاستيلاء على مقر المنظمة العربية للتنمية الزراعية في الخرطوم.
وقال بيان للجامعة: دان أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية الاستيلاء على مقر المنظمة العربية للتنمية الزراعية في الخرطوم، وتحويله إلى ثكنة عسكرية من جانب قوات تابعة للدعم السريع، ظلت ترابط حول مقر المنظمة لفترة، ثم قامت باقتحامه أمس الأول السبت.
وطالب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة، جمال رشدي، بإخلاء مقر المنظمة فوراً من أي مظاهر عسكرية وإعادته إلى الجامعة،وحذر من العبث بممتلكاته.
إشادة بالجهود الإقليمية والدولية
من جهة أخرى، حثت الهيئة الحكومية الدولية للتنمية «إيقاد»، أمس، طرفي الصراع على اغتنام فرصة المحادثات في جدة لوقف إطلاق النار.ودعت في بيان القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى «الموافقة الفورية وغير المشروطة على وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية للسماح للسكان المدنيين والعائلات بالوصول إلى الحماية والممرات الآمنة للتنقل والوصول إلى خدمات الرعاية الصحية وتلبية احتياجاتهم الغذائية».
فيما أشادت بالجهود الإقليمية والدولية للعمل من أجل تحقيق الاستقرار والسلام في السودان بما يخدم مصلحة الشعب السوداني والمنطقة.(وكالات)