عادي
«سيتيزنس» يسعى إلى كسر هيمنة «الملكي» على دوري الأبطال
8 مايو 2023
15:21 مساء
مدريد – أ ف ب
يعوّل نادي مانشستر سيتي الإنجليزي المتألق على هدافه «الفتاك» إرلينغ هالاند في مهمته الثأرية أمام مضيفه ريال مدريد الإسباني حامل اللقب، الثلاثاء، في مواجهة نارية مرتقبة في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم.
وكان سيتي في طريقه إلى النهائي الموسم الماضي، بفوزه (4-3) على أرضه، ثم تقدمه (1-0) في عقر دار الملكي، قبل أن يسجل البرازيلي رودريغو ثنائية في الوقت القاتل، ثم يحجز الفرنسي كريم بنزيمة بطاقة النهائي في الوقت الإضافي من ركلة جزاء (3-1)، في طريقه إلى لقب رابع عشر قياسي.
ودفع سيتي ثمناً باهظاً لعدم ترجمة الكم الكبير من الفرص التي سنحت له في مباراتي الذهاب والإياب، مفتقداً للهداف الناجع.
وبعد أقل من أسبوع، أعلن سيتي أنه فاز بسباق ضم النرويجي هالاند من بوروسيا دورتموند الألماني، متفوقاً خارج الملعب على الفريق الإسباني العريق.
ولبّى هالاند كل التوقعات حتى الآن، مسجلاً 51 هدفاً في مختلف المسابقات، في موسمه الأول مع «سيتيزنس».
وبعد تحطيمه الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في موسم واحد في الدوري الإنجليزي بنظامه الحالي (بريميرليغ)، رافعاً رصيده إلى 35 محاولة ناجحة، قال مدربه الإسباني بيب غوارديولا: «عندما تمده بالفرص يسجل من كل الوضعيات: ركلات جزاء، عرضيات، تبادلات، مرتدات، بمقدوره القيام بأشياء كثيرة».
وأضاف المدرب الذي خاض مبارزات نارية مع ريال مدريد، عندما كان مدرباً لبرشلونة الإسباني: «لهذا السبب سجل الكثير من الأهداف. أشعر بأنه يريد تسجيل المزيد بسبب ذهنيته».
ورغم إعادة كتابة الأرقام القياسية، عبّر هالاند بوضوح عن رغبته في إحراز الألقاب بدلاً من الانفراد بأرقام قياسية شخصية.
يسعى سيتي إلى معادلة رقم جاره وغريمه مانشستر يونايتد، الفريق الوحيد المتوج بدوري الأبطال، البريميرليغ وكأس إنجلترا في موسم 1998-1999. وفي حال فوزه في ثلاث مرات في آخر أربع مباريات، سيضمن لقب الدوري المحلي للمرة الثالثة على التوالي والخامسة في ستة مواسم؛ إذ يتقدم على أرسنال بفارق نقطة ولعب مباراة أقل.
وسيكون بمقدور يونايتد حرمانه بنفسه من إحراز الثلاثية، عندما يواجهه في نهائي مسابقة الكأس العريقة في 3 حزيران/يونيو.
ولكن عقبة ريال مدريد في دوري الأبطال تبدو الأكبر له، خصوصاً وأن الفائز بينهما يلاقي إنتر أو ميلان الإيطاليين اللذين يتواجهان في نصف النهائي الثاني.
ويتمتع الريال بسطوة كبيرة على هذه المسابقة منذ بداياتها عندما توّج خمس مرات بين 1956 و1960، ثم في الألفية الثالثة، حيث أحرز اللقب سبع مرات آخرها الموسم الماضي على حساب ليفربول الإنجليزي بهدف.
لقب أحرزه غوارديولا كلاعب عام 1992 مع برشلونة ثم كمدرب في 2009 و2011، لكنه فشل في ذلك مع بايرن ميونيخ الألماني (2013-2016)، ولا يزال يسعى وراءه منذ 2016 عندما استقدمته إدارة السيتي بغية إحراز اللقب المرموق للمرة الأولى في تاريخ النادي الأزرق.
ولم يخسر سيتي في 20 مباراة ضمن مختلف المسابقات، بينها 10 انتصارات متتالية في الدوري، ويأمل في تحقيق نتيجة في ملعب برنابيو قبل استضافة الإياب في ملعبه «الاتحاد»، حيث فاز في كل مبارياته الـ14 عام 2023.
وقال جناحه الدولي جاك غريليش لصحيفة ديلي ميل: «نحن في الموقف نفسه في أوروبا مثل العام الماضي. ريال مدريد مجدداً على بعد ثلاث مباريات من الفوز بلقب دوري الأبطال».
وأضاف: «لم أملك ثقة مماثلة بزملائي وبنفسي قبل خوض مباراة، كما هو الحال قبل الذهاب إلى هناك الأسبوع المقبل».
وفي المقابل خرج البرازيلي رودريغو مجدداً إلى الأضواء، كمهاجم حاسم في المباريات الكبرى. فبعد ثنائيته الرائعة الموسم الماضي التي قتلت أحلام السيتي، ضرب بثنائية مجدداً منحت فريقه لقب كأس الملك المحلية أمام أوساسونا.
في فترة قصيرة أمضاها مع «لوس بلانكوس»، حصد ابن الثانية والعشرين كل الألقاب الممكنة مع الريال، آخرها ضد أوساسونا (2-1) في نهائي الكأس السبت.
وقال مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي بعد ثنائيته الأخيرة: «لا يمكن التنبؤ بقدراته. إنه لاعب أنيق، تحرّكه رائع ويسجل الأهداف. يتطور بشكل استعراضي».
إنه تطور يحب لاعب سانتوس السابق إظهاره في المسابقة القارية الأولى: «قلت دوماً إن دوري الأبطال مميز نوعاً ما بالنسبة إليّ».
وتابع الجناح صاحب الـ10 أهداف في 21 مباراة في دوري الأبطال آخر موسمين: «أريد تسجيل المزيد من الأهداف في دوري الأبطال».
ولكن العبقرية البرازيلية في الريال، لا تقتصر فقط على الجناح الأيمن مع رودريغو؛ حيث يحقق مواطنه فينيسيوس جونيور الإنجاز تلو الآخر على الطرف الأيسر كمراوغ موهوب وداعم رئيسي للقائد المخضرم بنزيمة العائد من إصابة.
وفيما يعاني فينيسيوس من هجوم عنصري، خصوصاً بسبب احتفالاته بعد التسجيل، يُنظر إلى رودريغو بشكل إيجابي في إسبانيا. وقد أهدى هدفه الثاني ضد أوساسونا إلى طفل مصاب بالسرطان قائلاً: «أهديته إلى ناتشو، طفل زرته في مكان يُعنى بالمصابين بالسرطان».
وتابع: «زرتهم ومنحتهم هدية أو اثنتين. طلب مني أحد الأطفال إظهار أول حرف من اسمه حال تسجيلي؛ لذا كان الهدف الثاني من أجله».
ورغم كل ذلك، يأمل البرازيلي في لعب دور أساسي ضد سيتي؛ إذ يفضّل أنشيلوتي أحياناً الأوروغوياني فيديريكو فالفيردي صاحب القدرة واللياقية المرتفعة.
وستكون بطولة دوري الأبطال الأخيرة للريال هذا الموسم، بعد تتويجه بالكأس وفقدان الأمل في المنافسة على لقب الدوري الذي يتجه صوب غريمه برشلونة، حتى إن الريال خسر مباراته الأخيرة أمام ريال سوسييداد، وتنازل عن المركز الثاني لجاره اللدود أتلتيكو مدريد.
https://tinyurl.com/4kyxfk8v