تواصلت ردود الفعل العربية والدولية، أمس الاثنين، بشأن استعادة سوريا مقعدها في جامعة الدول العربية بعد 12 سنة من الغياب، ورحبت موسكو وبكين بقرار وزراء الخارجية العرب في هذا الصدد، وأكدتا أن هذه الخطوة تحسن الأجواء المتوترة وتدعم الاستقرار وتسرع التنمية، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيجري مشاورات مع شركائه، فيما انتقدت واشنطن القرار، وشككت برغبة دمشق في حل الأزمة، في حين أجرى الرئيس السوري بشار الأسد اتصالاً مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون واتفقا على تبادل الزيارات.
واعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن استئناف مشاركة سوريا في نشاط جامعة الدول العربية، سيسهم بتحسين الأجواء المتوترة في منطقة الشرق الأوسط، وتجاوز تداعيات الأزمة السورية بأسرع وقت ممكن.
وقالت زاخاروفا في بيان نشر على موقع الخارجية الروسية: «ترحب موسكو بهذه الخطوة التي طال انتظارها، وكانت نتيجة منطقية لعملية إعادة سوريا إلى أحضان الأسرة العربية».
وأشارت إلى أن موسكو كانت على اتصال دائم بالعواصم العربية، ودعتها باستمرار لاستئناف علاقاتها مع دمشق.
ومن جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين إن «الصين ترحب بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وتهنئها»، وأعرب عن اعتقاده بأن «عودة سوريا إلى الجامعة ستساعد الدول العربية على تعزيز وحدتها وتحسين نفسها، وتسريع التنمية وإعادة الإعمار في العالم العربي».
ورحب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، بنجاح سوريا في استعادة مقعدها في جامعة الدول العربية وهنأ حكومة وشعب سوريا على هذا النجاح. وأشار كنعاني إلى أن «حل الخلافات بين الدول الإسلامية والتقارب والتآزر بينها له نتائج إيجابية في الاستقرار وإرساء السلام الشامل، كما أنه يوفر الأرضية لتقليل التدخلات الأجنبية الهادفة للربح في القضايا الإقليمية، مؤكداً أن إيران ترحب بهذا النهج».
وكانت الولايات المتحدة انتقدت، أمس الأول الأحد، قرار عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، بينما رأى المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو أن الاتحاد يتمسك بعدم التطبيع مع سوريا، وكذلك عدم رفع العقوبات عنها، وعدم المشاركة في إعادة إعمارها من دون تغيير سياسي. وأشار إلى أن دول الاتحاد ستبحث هذا الأسبوع تداعيات قرار عودة سوريا إلى حضنها العربي.
وأضاف أن الاتحاد سجل موقف جامعة الدول العربية تجاه سوريا، وبدأ مشاورات مع الشركاء في المنطقة حول تداعياته.
من جهة أخرى، أجرى الرئيس السوري بشار الأسد مكالمة هاتفية، أمس الاثنين، مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، بحثا خلالها مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربية، والعلاقات الثنائية.
وأعرب الأسد لتبون عن شكره وتقديره البالغين للجهود الدؤوبة التي بذلها الأخير من أجل استعادة سوريا في ظل الرئاسة الجزائرية للقمة العربية، لمقعدها في جامعة الدول العربية، متمنياً للشعب الجزائري المزيد من التقدم والازدهار.
كما أعرب تبون لنظيره السوري عن «تقديره وترحيبه لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، متمنياً للشعب السوري الشقيق التقدم والمَنَعَة وللعمل العربي المشترك وتحقيق ما تصبو إليه الشعوب العربية من مَنَعَة واستقرار وتنمية».
وتم الاتفاق بين الأسد وتبون على تبادل الزيارات وتحديد برامج عمل مكثفة، يشمل كافة القطاعات من أجل التعزيز المستمر للعلاقات التاريخية المتميزة القائمة بين البلدين الشقيقين.
(وكالات)