أعلنت بعثة الأمم المتحدة في السودان، أمس الثلاثاء، مواصلة رئيسها فولكر بيرتس، مساعيه واتصالاته مع الجيش وقوات «الدعم السريع» لوقف الأعمال العدائية واستعادة الهدوء لإتاحة المجال أمام توزيع المساعدات الإنسانية، فيما طالب الاتحاد البرلماني العربي الأطراف السودانیة المعنیة بالعمل الجاد والدؤوب للحفاظ على تماسك الدولة وعمل مؤسساتها الوطنیة والتعاون فی ما یتعلق بإجلاء الرعایا وإیصال المساعدات الإنسانیة للجمیع، في حين اعتبر محلل سياسي سعودي، أن وقف الحرب تماماً في السودان ليس بالأمر الهين على الأقل في الوقت الراهن، وأن الأمر قد يستدعي أكثر من لقاء وأكثر من حوار، في إشارة إلى المباحثات التي تستضيفها جدة، مبيناً أنه من الطبيعي أن لا تكون هناك مناقشة لوقف الحرب بسبب ما وصفه طبيعة الخلافات العميقة بين المتنازعين، وهي مرتبطة بتفرعات كبيرة في الداخل السوداني.
وقالت البعثة في بيان: «يواصل رئيس البعثة الأممية المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، فولكر بيرتس، مساعيه الحميدة من بورتسودان». وأضافت «بيرتس على اتصال مع الجانبين لوقف الأعمال العدائية واستعادة الهدوء لإتاحة المجال لتوزيع المساعدة الإنسانية التي تمس الحاجة إليها». وأشارت إلى أن بيرتس ندد بعمليات نهب طالت مباني الأمم المتحدة في العاصمة الخرطوم.
في السياق، قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة مارتن جريفيث اقترح أن يدعم الطرفان المتحاربان «إعلان التزامات» لضمان المرور الآمن لمواد الإغاثة الإنسانية.
وأضاف فرحان حق نائب المتحدث باسم المنظمة الدولية «خضوع هذا الإعلان للتشاور في محادثات جدة شجع جريفيث على إطلاق هذا الاقتراح».
من جانبه، رحب الاتحاد البرلماني العربي أمس بالمبادرة المشتركة للسعودیة والولایات المتحدة لجمع أطراف النزاع السوداني في جدة. وأعرب عن دعمه لجهود مجموعة الدول الرباعیة والجامعة العربیة والآلیة الثلاثیة و«أي مبادرة تهدف إلى نزع فتیل الأزمة والعودة إلى طاولة المفاوضات لمواصلة المساعي السلمیة الكفیلة بتجنیب الشعب السوداني المزید من المعاناة والحفاظ على أمنه واستقراره ومقدراته».
إلى ذلك، أكد المحلل السياسي والمستشار في مركز البحوث والتواصل المعرفي علي خشيبان، على أهمية مراعاة مسألة عامل الوقت في هذا الصراع الذي فاقم من معاناة الشعب السوداني، ولفت إلى أن الوقت لا يزال مبكراً لمناقشة التسوية السياسية نظراً للوضع المحتدم ولطبيعة الخلاف التراكمي بين الفريقين، الذي سيكون من الصعب بمكان تهدئته في هذه المرحلة. وأضاف خشيبان: «الوقت كفيل بحل مشاكل السودان والقضية لا تتعلق بملف واحد فقط، بل ملفات متعددة وشائكة، والأمر سيتطلب أكثر من لقاء وأكثر من حوار بين المتقاتلين». (وكالات)