متابعة: ضمياء فالح
أجمعت الصحف العالمية على أن أداء لاعبي مانشستر سيتي أمام بطل أوروبا ريال مدريد في مباراة ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على البرنابيو، التي انتهت بالتعادل 1-1 كان شجاعاً وليس فيه أي أثر من خيبة أمل الخروج على يد الفريق الملكي الموسم الماضي في نفس المرحلة.
وكان الفصل الأول من المواجهة الثأرية لسيتي حمل كل فصول الإثارة، وافتتح الريال التسجيل بتسديدة رائعة للبرازيلي فينيسيوس جونيور من خارج المنطقة خلافاً لمجريات اللعب (36)، قبل أن يرد البلجيكي كيفن دي بروين بهدف أروع من مسافة بعيدة أيضاً حين كان الريال الطرف الأفضل (67).
وعبرت الصحف الإسبانية عن خيبتها من انتقال حسم القمة إلى لقاء الإياب في استاد الاتحاد في 17 مايو الحالي، حيث ستكون الأفضلية المعنوية لمانشستر سيتي، وهو يلعب في معقله.
وعنونت صحيفة «آس» المدريدية: «نراكم في مانشستر»، في إشارة إلى لقاء الإياب، وكتبت أيضاً «ملعب الاتحاد سيقرر المتأهل إلى النهائي بعد مباراة قوية في البرنابيو».
وعنونت صحيفة «ماركا»: «نهائي في الاتحاد»، وقالت إن خطة الإيطالي أنشيلوتي كانت أكثر فاعلية من خطة جوارديولا، في إشارة إلى تقديم ريال مدريد عرضاً قوياً على أرضه، لكن النتيجة جاءت محبطة له.
غضب أنشيلوتي
وفقد أنشيلوتي مدرب الريال عنصر الهدوء الذي يميزه عن غريمه جوارديولا مدرب سيتي، عندما انفجر غاضباً في وجه الحكم أرتور دياز؛ لأنه لم يتنّبه إلى تجاوز الكرة خط التماس من بيرناردو سيلفا أثناء بناء الهجمة التي انتهت بصاروخ كيفن دي بروين وجاء منها هدف التعادل.
قال أنشيلوتي: «الكرة خرجت من الملعب، التكنولوجيا تقول إنها خرجت، أنا لا أفهم لماذا لم يدقق الفار فيها، الحكم لم يتنبه لكثير من الأمور الليلة. في الأسبوع القادم علينا أن نقدم مثل هذا الأداء، سيطرنا دفاعياً لكن من المؤكد أنهم سيضغطون علينا أكثر في ملعبهم».
سيطرة روديجر
وأثنت الصحافة الإسبانية على أداء المدافع الألماني روديجر الذي سيطر على تحركات هالاند ولم يترك له فرصة لمس الكرة سوى 21 مرة، الأقل بالنسبة لجميع لاعبي الفريقين. ومنحت صحيفة ماركا نجم سيتي هالاند 3 من 10 في مستوى الأداء، لكنها منحت روديجر 10 من 10، وكتبت الصحيفة «روديجر أكل هالاند».
وعلق مشجعو الريال: «لم نشاهد هالاند بفضل روديجر» و«أداء رفيع من روديجر».
ودافع جوارديولا عن هدافه النرويجي قائلاً: «لم يكن من السهل على إيرلينغ شق صفوف الدفاع، لكنه خلق فرصاً جيدة».
أفضل عقلية
ووصف أسطورة فرنسا تيري هنري النجم البلجيكي كيفن دي بروين بأنه يتمتع ب«أفضل عقلية لاعب كرة» على الإطلاق. وقال هنري الذي اعتاد الإشراف على دي بروين من عمله مساعداً لمدرب منتخب بلجيكا: «سيرسخ دي بروين مكانته بين عظماء لاعبي الوسط إن فاز بلقب أوروبا، لا أعتقد أنه قدم أفضل ما عنده اليوم، لكن هدفه كان مهماً. أعتقد أن عقله أفضلُ ما شاهدت في حياتي كلها، عندما تنظر إليه تظن أنه منفصل عما يجري حوله، لكنه يتحرك في أقل من ثانية لينجز المهمة. أعتقد أنه من كوكب آخر».
من جهته، قال كاراجر، مدافع ليفربول السابق عن دي بروين: «سيكون ربما اللاعب الذي يحمل الفريق للقب وللثلاثية، نحن لا نشكك في قدراته لكننا دائماً نحكم على اللاعبين في الأوقات الحرجة والمواجهات الكبيرة؛ ولهذا شبهته بلوكا مودريتش قبل المباراة. لم أشاهد الكثير من لاعبي الوسط الأفضل منه في ال30 أو ال40 عاماً الماضية، ويحتاج فقط للقب أوروبا كي يكون في مصاف تشافي وإنييستا ومودريتش، هذا الموسم قد يكون موسمه».
مفارقة جوارديولا
وشهدت المباراة النارية اعتماد جوارديولا مدرب سيتي قراراً تكتيكياً يعود إلى مدرب مانشستر يونايتد سير أليكس فيرغسون في 2007 في نصف نهائي المسابقة أمام الميلان (انتهت بفوز اليونايتد 3-2)، وهو عدم إجراء تبديلات في مباراة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. وهذه ثاني مباراة أوروبية هذا الموسم يفضل فيها المدرب الإسباني عدم إجراء تبديلات (الأولى كانت في مباراة التعادل أمام لايبزيغ 1-1 في فبراير الماضي)، لكنها الأولى له في نصف النهائي.
وتعجّب المشجعون من قرار جوارديولا، وعلق أسطورة سيتي سيرغيو أغويرو على مواطنه جوليان ألفاريز قائلاً: «ما لا أفهمه، لماذا لم يشرك جوليان ألفاريز؟ لكنه بيب، قراراته وفق رغبته فقط. لو كنت مكانه لأشركت جوليان في كل مباراة، نحتاج إلى أن يكون نشطاً ولامعاً».
وأشاد جوارديولا بمدافعه كايل ووكر والحارس البرازيلي إيدرسون في التصدي لهجمات فينيسيوس.
ويعتقد جوارديولا أن على سيتي الاستعداد بخطة جديدة لإنهاء المهمة، وقال: «سنُعدل بعض الجوانب، ونحاول العثور على إيقاع أسرع، سنحاول الفوز أمام جمهورنا، حيث نشعر براحة أكبر. فينيسيوس يمكنه قهرنا؛ فهو مدهش يميناً ويساراً، وسأعيد مشاهدة المباراة لدراستها بشكل أكبر، لكنني فعلاً راضٍ عن أداء الفريق. سيكون الإياب نهائياً أمام جمهورنا، كنا أفضل من الريال، ولم أتفاجأ كثيراً. كنا أفضل منهم عندما سجلوا هدفاً، وكانوا أفضل منا عندما سجلنا التعادل. مباريات نصف النهائي صعبة دائماً، وإن كنتم تتوقعون أن نأتي إلى هنا ونسجل 6 أهداف فهذه مشكلتكم. ريال مدريد يعرف هذه البطولة أكثر من أي فريق آخر».
من جهته، قال تيبو كورتوا حارس ريال مدريد إن مباراة الإياب ستكون “مواجهة نهائية” لفريقه.
وأضاف “الأسبوع المقبل سيكون مثل النهائي. ريال مدريد يجيد التعامل مع النهائيات وأتمنى أن نواصل التفكير بهذه الطريقة رغم أن المنافس هو مانشستر سيتي وستكون المهمة صعبة جداً”.
ويمني سيتي الذي لم يخسر في 21 مباراة متتالية ضمن مختلف المسابقات، النفس بمعادلة رقم جاره وغريمه مانشستر يونايتد، الفريق الإنجليزي الوحيد المتوج بثلاثية دوري الأبطال والدوري الممتاز وكأس إنجلترا في موسم 1998-1999.